٥١٦
آخر
وإنما ذكر أحقابا لأن ذلك كان أبعد شيء عندهم
فذكر وتكلم بما تذهب إليه أوهامهم ويعرفونه وهو كناية عن التأبيد أي يمكثون فيها أبدا
قرأ حمزة " لبثين " بغير ألف والباقون " لابثين " بالألف ومعناهما واحد
سورة النبأ ٢٤ - ٣٠
ثم قال عز وجل " لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا " يعني لا يكون فيها برد يمنعهم من حرها
وقال القتبي البرد النوم وقال الزجاج يجوز أن يكون البرد نوما ويجوز أن يكون معناه لا يذوقون فيها برد ريح ولا ظل " ولا شرابا " ينفعهم " إلا حميما " يعني ماء حارا قد انتهى حره " وغساقا " يعني زمهريرا
وقال الزجاج الغساق ما يغسق من جلودهم أي ما يسيل
وقد قيل الشديد البرد
قرأ حمزة والكسائي وعاصم في رواية حفص " وغساقا " بالتشديد والباقون بالتخفيف ومعناهما واحد
ثم قال " جزاء وفاقا " يعني العقوبة موافقة لأعمالهم لأن أعظم الذنوب الشرك وأعظم العذاب النار ووافق الجزاء العمل
" إنهم كانوا لا يرجون حسابا " يعني لا يخافون البعث بعد الموت
ويقال كانوا لا يرجون ثواب الآخرة أنهم كانوا ينكرون البعث
قوله تعالى " وكذبوا بآيتنا كذابا " يعني جحدوا بمحمد ﷺ وبالقرآن " كذابا " يعني تكذيبا وجحودا
" وكل شيء أحصيناه كتابا " يعني أثبتناه في اللوح المحفوظ " فذوقوا " يعني يقال لهم فذوقوا العذاب " فلن نزيدكم إلا عذابا "
سورة النبأ ٣١ - ٣٧
ثم بين حال المؤمنين فقال عز وجل " إن للمتقين مفازا " يعني نجاة من النار إلى الجنة
ويقال المفاز بمعنى الفوز
يعني موضع النجاة " حدائق وأعنابا " يعني لهم حدائق في الجنة والحدائق ما أحيط بالجدار وفيه من النخيل والثمار " وأعنابا " يعني كروما " وكواعب أترابا " والكواعب الجواري مفلكات الثديين " أترابا " مستويات في الميلاد والسن
وقال أهل اللغة الكواعب النساء قد كعب ثديهن " وكأسا دهاقا " كل إناء فيه شراب فهو كأس فإذا لم يكن فيه شراب فليس بكأس كما يقال للمائدة إذا كان عليها طعام مائدة وإذا لم يكن فيها طعام خوان
يقال " دهاقا " يعني سائغا
وقال الكلبي " وكأسا دهاقا "