٥٢٩
الست التي ذكرها قبل النفخة الأخيرة والتي ذكرها بعدها تكون بعد النفخة الآخرة وهو قوله " وإذا النفوس زوجت " قال الكلبي ومقاتل يعني نفوس المؤمنين قرنت بالحور العين ونفوس الكفار بالشياطين
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه " وإذا النفوس زوجت " قال الفاجر مع الفاجر والصالح مع الصالح
وقال أبو العالية الرياحي قرنت الأجساد بالأرواح وقال القتبي الزوج القرين كقوله " احشروا الذين ظلموا وأزواجهم " [ الصافات ٢٢ ] يعني قرناءهم
ويقال " وإذا النفوس زوجت " أي قرنت نفوس الكفار بعضها ببعض والعرب تقول زوجت إبلي إذا قرنت بعضها ببعض
ويقال " وإذا النفوس زوجت " يعني الأبرار مع الأبرار في زمرة والأشرار مع الأشرار في زمرة
ثم قال " وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت "
كانت العرب إذا ولد لأحدهم ابنة دفنها حية فهي الموءودة فتسأل يوم القيامة بأي ذنب قتلك أبوك وإنما يكون السؤال على وجه التوبيخ لقاتلها يوم القيامة لأن جوابها قتلت بغير ذنب وهو مثل قوله تعالى " يا عيسى ابن مريم ءأنت قلت للناس " [ المائدة ١١٦ ] وإنما سؤاله وجوابه تبكيت على من ادعى هذا عليه
وقال عكرمة " الموؤودة " المدفونة كانت المرأة في الجاهلية إذا حملت فجاء أوان ولادتها حفرت حفرة فإن ولدت جارية رمتها في الحفرة وإن ولدت غلاما حبسته
وقرئ في الشاذ " وإذا الموءودة سألت بأي ذنب قتلتماني " يعني المقتولة سألت لأبويها بأي ذنب قتلتماني ولا ذنب لي
سورة التكوير ١٠ - ١٤
قوله تعالى " وإذا الصحف نشرت " يعني تطايرت الصحف وهي الكتب التي فيها أعمال بني آدم
قرأ ابن كثير وأبو عمرو " سجرت " و " سعرت " مخففتين و " نشرت " مشددة
وقرأ نافع وابن عامر وحفص عن عاصم " سجرت " و " سعرت " مشددتين و " نشرت " مخففة
وقرأ حمزة والكسائي " سجرت " و " نشرت " مخففتين و " سعرت " مشددة
فمن شددها فللتكثير ومن خففها فعلى غير التكثير
ثم قال عز وجل " وإذا السماء كشطت " يعني نزعت من أماكنها كما يكشف الغطاء عن الشيء يعني كشفت عما فيها
ثم قال عز وجل " وإذا الجحيم سعرت " يعني وقدت للكافرين " وإذا الجنة أزلفت " يعني قربت للمتقين
فجواب هذه الأشياء قوله تعالى " علمت نفس ما أحضرت " يعني عند ذلك تعلم كل نفس ما عملت من خير أو شر وهذا كقوله " يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا " [ آل عمران ٣٠ ] الآية


الصفحة التالية
Icon