٥٣٩
قال ( ليس ذلك بالحساب إنما ذلك العرض ولكن من نوقش للحساب يوم القيامة عذب )
ويقال " يحاسب حسابا يسيرا " لأنه غفرت ذنوبه ولا يحاسب بها ويرجع من الجنة مستبشرا
سورة الانشقاق ١٠ - ١٣
ثم قال " وأما من أوتي كتباه وراء ظهره " يعني الكافر يخرج يده اليسرى من وراء ظهره فيعطى كتابه بها " فسوف يدعو ثبورا " يعني بالويل والثبور على نفسه
" ويصلى سعيرا " يعني يدخل في الآخرة نارا وقودا
قرأ أبو عمرو وعاصم وحمزة " ويصلى سعيرا " بنصب الياء وجزم الصاد مع التخفيف
والباقون " ويصلى " بضم الياء ونصب الصاد مع التشديد
فمن قرأ " يصلى " بالتخفيف فمعناه أنه يقاسي حر السعير وعذابه
ويقال تصليت النار إذا قاسيت عذابها وحرها
ومن قرأ بالتشديد فمعناه أنه يكثر عذابه في النار حتى يقاسي حرها
" إنه كان في أهله مسرورا " يعني في الدنيا مسرورا بما أعطي في الدنيا فلم يعمل للآخرة
سورة الإنشقاق ١٤ - ١٩
ثم قال عز وجل " إنه ظن أن لن يحور بلى " قال مقاتل ظن أن لن يرجع إلى الله في الآخرة وهي لغة الحبشة وقال قتادة يعني ظن أن لن يبعثه الله تعالى
وقال عكرمة ألم تسمع الحبشي إذا قيل له حرا إلى أهلك يعني أرجع إلى أهلك
ثم قال " بلى " يعني ليرجعن إلى ربه في الآخرة " إن ربه كان به بصيرا " يعني كان عالما به من يوم خلقه إلى يوم بعثه
قوله تعالى " فلا أقسم بالشفق " والشفق الحمرة والبياض الذي بعد غروب الشمس وهذا التفسير يوافق قول أبي حنيفة رحمه الله
وروي عن مجاهد أنه قال الشفق هو ضوء النهار
وروي عنه أنه قال الشفق النهار كله وروي عن ابن عمر أنه قال الشفق الحمرة وهذا يوافق قول أبي يوسف ومحمد رحمهما الله
ثم قال " والليل وما وسق " يعني ساق وجمع
وقال القتبي أي حمل وجمع ومنه الوسق وهو الحمل وقال الزجاج أي ضم وجمع
وقال مقاتل " والليل وما وسق " يعني ما ساق معه من الظلمة والكواكب
وقال الكلبي يعني ما دخل فيه " والقمر إذا اتسق " يعني إذا استوى وتم إلى ثلاث عشرة ليلة ويقال " اتسق " تم وتكامل