٥٦
ثم قال " فيطمع الذي في قلبه مرض " يعني فجورا
وقال عكرمة هو شهوة الزنى
ويقال الميل إلى المعصية " وقلن قولا معروفا " يعني صحيحا جميلا
ويقال قولا حسنا يعني لينا
ويقال لا يقلن باللين فتفتن ولا بالخشن فتؤذين " وقلن قولا معروفا " بين ذلك
ثم قال عز وجل " وقرن في بيوتكن " من الوقار وهو من وقر يقر
ويقال هو من التقرير
ويقال قر يقر وأصله أقررن
ولكن المضاعف يراد به التخفيف فحذف إحدى الراءين للتخفيف فلما طرحوا إحدى الراءين استثقلوا الألف ولم تكن أصلية وإنما دخلت للوصل
فحذفت الألف
ومن قرأ " وقرن " بنصب القاف لا يكون إلا للتقرير
ثم قال
" ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى " يعني لا تتزين كتزين الجاهلية الأولى
والتبرج إظهار الزينة
ويقال التبرج الخروج من المنزل و " الجاهلية الأولى " قال الكلبي يعني الأزمنة التي ولد فيها إبراهيم عليه السلام
فكانت المرأة من أهل ذلك الزمان تتخذ الدروع من اللؤلؤ ثم تمشي وسط الطريق وكان ذلك في زمن نمرود الجبار
وروي عن الحكم بن عيينة قال " الجاهلية الأولى " كانت بين نوح وآدم عليهما السلام وكانت نساؤهم أقبح ما يكون من النساء ورجالهم حسان وكانت المرأة تريد الرجل على نفسها
وروى عكرمة عن ابن عباس أن " الجاهلية الأولى " كانت بين نوح وإدريس عليهما السلام وكانت ألف سنة
وقال مقاتل " الجاهلية الأولى " كانت قبل خروج النبي صلى الله عليه وسلم
وإنما سمى جاهلية الأولى لأنه كان قبله
ثم قال " وأقمن الصلاة " يعني أتممن الصلوات الخمس " وآتين الزكاة " يعني إن كان لكن مال " وأطعن الله ورسوله " فيما ينهاكن وفيما يأمركن " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس " يعني الإثم
وأصله في اللغة كل خبيث من المأكول وغيره
" أهل البيت " يعني يا أهل البيت وإنما كان نصبا للنداء ويقال إنما صار نصبا للمدح ويقال صار نصبا على جهة التفسير فكأنه يقول أعني أهل البيت
وقال " عنكم " بلفظ التذكير ولم يقل عنكن لأن لفظ أهل البيت يصلح أن يذكر ويؤنث
" ويطهركم تطهيرا " يعني من الإثم والذنوب
سورة الأحزاب ٣٤
قوله عز وجل " واذكرن ما يتلى في بيوتكن " يعني احفظن ما يقرأ عليكن " من آيات الله " يعني القرآن " والحكمة " يعني أمره ونهيه في القرآن
فوعظهن ليتفكرون ثم قال " إن الله كان لطيفا " لطيف علمه فيعلم حالهن إن خضعن بالقول
ويقال " لطيفا " أمر نبيه بأن يلطف بهن " خبيرا " يعني عالما بأعمالهن