٥٧
سورة الأحزاب ٣٥
قوله عز وجل " إن المسلمين والمسلمات " وذلك أن أم سلمة رضي الله عنها سألت رسول الله ﷺ ما بال ربنا يذكر الرجال ولا يذكر النساء في شيء من كتابه فأخشى أن لا يكون فيهن خير ولا لله عز وجل فيهن حاجة فنزل " إن المسلمين والمسلمات " ويقال إن النس اء اجتمعن وبعثن أنيسة رسولا إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فقالت أنيسة إن الله تبارك وتعالى خالق الرجال والنساء وقد أرسلك إلى الرجال والنساء فما بال النساء ليس لهن ذكر في الكتاب فنزلت هذه الآية
وقال قتادة لما ذكر الله عز وجل أزواج النبي دخل نساء مسلمات عليهن فقلن ذكرتن ولم نذكر
ولو كان فينا خيرا ذكرنا
فنزلت هذه الآية " إن المسلمين والمسلمات " يعني المسلمين من الرجال والمسلمات من النساء
" والمؤمنين " يعني المصدقين الموحدين من الرجال " والمؤمنات " يعني المصدقات الموحدات من النساء " والقانتين " يعني المطيعين وأصل القنوت القيام
ثم يكون للمعاني ويكون للطاعة
كقوله " والقانتين " ويكون للإقرار بالعبودية كقوله " كل له قانتون " [ البقرة ١١٦ والروم ٢٦ ] " والقانتات " أي المطيعات من النساء " والصادقين " يعني الصادقين في إيمانهم من الرجال " والصادقات " من النساء " والصابرين والصابرات " على أمر الله تعالى من الرجال والنساء " والخاشعين والخاشعات " يعني المتواضعين من الرجال والنساء " والمتصدقين والمتصدقات " يعني المنفقين أموالهم في طاعة الله من الرجال والنساء " والصائمين والصائمات " قال مقاتل من صام رمضان وثلاثة أيام من كل شهر فهو من الصائمين والصائمات
ثم قال " والحافظين فروجهم والحافظات " يعني من الفواحش من الرجال والنساء " والذاكرين الله كثيرا والذاكرات " يعني باللسان من الرجال والنساء
فذكر أعمالهم
ثم ذكر ثوابهم فقال " أعد الله لهم مغفرة " في الدنيا لذنوبهم " وأجرا عظيما " في الآخرة وهو الجنة
سورة الأحزاب ٣٦
قوله عز وجل " وما كان لمؤمن ولا مؤمنة " الآية
وذلك أن رسول الله ﷺ قال لزينب بنت جحش الأسدية وهي بنت عمة النبي ﷺ أميمة بنت عبد المطلب ( إني أريد أن أزوجك من زيد بن حارثة )
فقالت يا رسول الله لا أرضاه لنفسي وأنا أرفع قريش لأنني من قريش


الصفحة التالية
Icon