٥٨
وابنة عمتك
فنزل " وما كان لمؤمن " يعني ما جاز لمؤمن يعني زيد بن حارثة " ولا مؤمنة " يعني زينب بنت جحش " إذا قضى الله ورسوله أمرا " يعني حكم حكما في تزويجهما " أن يكون لهم الخيرة من أمرهم " يعني اختيارا من أمرهم بخلاف ما أمر الله ورسوله
قرأ حمزة والكسائي وعاصم " أن يكون " بالياء بالتذكير
وقرأ الباقون بالتاء بلفظ التأنيث
فمن قرأ بالتاء فلأن لفظ الخيرة مؤنث ومن قرأ بالياء فإنه ينصرف إلى المعنى ومعناهما الاختيار ولتقدم الفعل
ثم قال " ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا " يعني بينا فلما سمعت زينب بنت جحش نزول هذه الآية قالت قد أطعتك يا رسول الله
سورة الأحزاب ٣٧ - ٣٩
ثم قال عز وجل " وإذ تقول للذي أنعم الله عليه " يعني زيد بن حارثة قد أنعم الله عز وجل عليه بالإسلام " وأنعمت عليه " بالعتق " أمسك عليك زوجك " قال قتادة جاء زيد بن حارثة إلى النبي ﷺ فقال إن زينب اشتد علي لسانها وإني أريد أن أطلقها
فقال النبي ﷺ ( اتق الله " وأمسك عليك زوجك " )
وكان يحب النبي ﷺ أن يطلقها وخشي مقالة الناس أن أمره بطلاقها فنزلت هذه الآية
وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال أتى رسول الله ﷺ ذات يوم إلى زيد بن حارثة يطلبه في حاجة له فإذا زينب بنت جحش قائمة في درع وخمار فلما رآها أعجبته ووقعت في نفسه فقال ( سبحان الله يا مقلب القلوب ثبت قلبي )
فلما سمعت زينت جلست فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم
فلما جاء زيد ذكرت ذلك له فعرف زيد أنها وقعت في نفسه وأعجب بها النبي صلى الله عليه وسلم
فأتى رسول الله ﷺ وقال يا رسول الله إن زينب امرأة فيها كبر تعصي أمري ولا تبر قسمي فلا حاجة لي فيها
فقال له ( اتق الله يا زيد في أهلك وأمسك عليه زوجك )


الصفحة التالية
Icon