٥٦٥
بكر رضي الله عنه اشترى بلالا من أمية بن خلف وأبي بن خلف ببردة وعشرة أواق من فضة فأعتقه لله تعالى فأنزل الله تعالى " والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى وما خلق الذكر والأنثى إن سعيكم لشتى " يعني سعي أبي بكر وسعي أمية وأبي ابنا خلف
" فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى " يعني بلا إله إلا الله يعني أبا بكر " فسنيسره لليسرى " يعني الجنة " وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى " يعني بلا إله إلا الله " فسنيسره للعسرى " يعني أمية وأبي ابني خلف إذا ماتا
ويقال لنزول هذه الآية سبب آخر كان رجل من الكفار له نخلة في داره وسعفها في دار رجل من المسلمين وكان إذا سقطت ثمرة في دار المسلم نادى الكافر حرام حرام وكان المسلم يأخذ الثمرة فيرمي بها في دار الكافر لئلا يأكل ذلك صبيانه
فسقطت يوما ثمرة فأخذها ابن صغير للمسلم فجعلها في فيه فدخل الكافر فأخرج الثمرة من فيه وأبكى الصبي
فشكى المسلم إلى النبي ﷺ فدعا المشرك فقال ( أتبيع نخلتك ليعطيك الله أفضل منها في الجنة ) فقال لا أبيع العاجل بالآجل
فسمع رجل من أصحاب النبي ﷺ فاشترى النخلة من الكافر وتصدق بها على المسلم فنزلت " فأما من أعطى واتقى " يعني أعطى من ماله حق الله تعالى واتقى الشرك وسخط الله تعالى " وصدق بالحسنى "
يعني بثواب الله في الجنة " فسنيسره " يعني سنعينه ونوفقه " لليسرى " يعني لعمل أهل الجنة " وأما من بخل " بالصدقة " واستغنى " يعني رأى نفسه مستغنيا عن ثواب الله وعن جنته " وكذب بالحسنى " يعني بثواب الله وهو الجنة " فسنيسره للعسرى " يعني نخذله ولا نوفقه للطاعة فنيسر عليه طريق المعصية " وما يغني عنه ماله إذا تردى " يعني ما ينفعه ماله إذا مات وتركه في الدنيا وهو يرد إلى النار
سورة الليل ١٢ - ٢١
ثم قال عز وجل " إن علينا للهدى " يعني بيان الهدى ويقال علينا التوفيق للهدى من كان أهلا لذلك " وإن لنا للآخرة والأولى " يعني الدنيا والآخرة لله تعالى يعني يعطي منها من يشاء ويقال معناه إلى الله ثواب الدنيا والآخرة
ويقال " وإن لنا للآخرة والأولى " يعني لله تعالى نفاذ الأمر في الدنيا والآخرة
يعطي في الدنيا المغفرة والتوفيق للطاعة وفي الآخرة الحسنة والثواب


الصفحة التالية
Icon