٨٠
عليهم السلام إلى ثلاث عشرة قرية باليمن اتبع بعضهم بعضا حتى اجتمعت الرسل في آل سبأ
وقرية أخرى فأتوهم فذكروهم نعم الله عز وجل وخوفوهم عقابه )
وروى أسباط عن السدي قال كانت أرضهم أرضا خصيبة وكانت المرأة تخرج على رأسها مكتلا فلا ترجع حتى تملأ مكتلها من أنواع الفاكهة من غير أن تمد يدها وكان الماء يأتيهم من مسيرة عشرة أيام حتى يحبس بين جبلين وكانوا قد ردموا ردما بين جبلين فحبسوا الماء وكان يأتيهم من السيول فيسقون بساتينهم وأشجارهم
ويقال كان لهم وادي وكان للوادي ثلاث درقات فإذا كثر الماء فتحوا الدرقة العليا وإذا انتقص فتحوا الدرقة الوسطى وإذا قل الماء فتحوا السفلى فأخصبوا وكثرت أموالهم واتخذوا من الجنان ما شاؤوا
فلما أحبوا ذلك وكذبوا رسلهم بعث الله عز وجل عليهم جرذا فنقب ذلك الردم بجنب بستان رجل منهم يقال له عمران بن عامر وهو أبو الأنصار والأزد وغسان وخزاعة وكانوا يسمون المنسأة العرم فدخل البستان فإذا هو ينقب العرم وقد سال فأمر به فسد ثم نظر إلى الجرذة تنقل أولادها من أصل الجبل إلى أعلاه
وكان كاهنا فقال ما تنقل هذه أولادها من أصل الجبل إلى أعلاه إلا وقد حضر هلاك هذه البلدة
فدعا ابن أخ له فقال إذا رأيتني جلست في جماعة قومي فائتني فقل أي عم أعطني ميراثي من أبي فإني سأقول وهل ترك أبوك شيئا فأردد علي وكذبني فإذا كذبتني فإني سألطمك فالطمني
فقال أي عم ما كنت لأفعل هذا بك قال بلى
فلما رأى لعمه في ذلك هوى منه فعل ما مره ففعل
فقال ابن عامر لله علي كذا وكذا أن أسكن هذه البلاد من يشتري ما لي
فلما عرفوا منه الجد قال هذا أعطيك كذا
وقال هذا أعطيك كذا فنظر إلى أجودهم صفقة فقال عجل إلى مالي فقد حلفت أن لا أبيت بها فعجلوا إليه ماله وارتحل من يومه حتى شخص عنهم فاتسع ذلك الخرق حتى انهدم وغرق بلادهم وتفرقوا في البلدان
فذلك قوله " لقد كان لسبأ " " في مسكنهم " قرأ الكسائي " في مسكنهم " بكسر الكاف والنون وقرأ حمزة وعاصم في رواية حفص " مسكنهم " بنصب الكاف وكسر النون وقرأ الباقون " مساكنهم " بالألف المسكن والمسكن بنصف الكاف وكسره واحد وهما لغتان مثل مطلع ومطلع والمساكن جمع مسكن
وقد قيل المسكن جمع المساكن يعني لقد كان في منازلهم وقرياتهم " آية " أي علامة لوحدانيتي " جنتان عن يمين وشمال " يعني بستانان عن يمين الوادي وعن شماله
وإنما أراد بالبستان البساتين
ويقال بساتين عن يمين الطريق وبساتين عن شماله فأرسل الله تعالى إليهم الرسل فذكروهم النعم فقيل لهم " كلوا من رزق ربكم " يعني من فضل ربكم عليكم " واشكروا له " فيما رزقكم " بلدة طيبة " يعني هذه بلدة طيبة لينة بلا
سبخة " ورب غفور " لمن تاب من الشرك
" فأعرضوا " عن الإيمان
وقالوا من الذي يأخذ منا هذه النعم " فأرسلنا عليهم سيل العرم " والعرم هو اسم لذلك الوادي ويقال اسم للمنسأة
ويقال هو اسم للفأرة التي