٨٨
ثم قال " وهم في الغرفات آمنون " قرأ حمزة " وهم في الغرفة "
وقرأ الباقون " وهم في الغرفات " والغرفة في اللغة كل بناء يكون علوا فوق سفل وجمعه غرف وغرفات
ومعناه وهم في الجنة آمنون من الموت والهرم والأمراض والعدو وغير ذلك من الآفات
ثم قال عز وجل " والذين يسعون في آياتنا معجزين " والقراءة قد ذكرناها " أولئك في العذاب محضرون " يعني في النار معذبون " قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له " وقد ذكرناه " وما أنفقتم من شيء " يعني ما تصدقتم من صدقة " فهو يخلفه " يعني فإن الله يعطي خلفه في الدنيا وثوابه في الآخرة " وهو خير الرازقين " يعني أقوى المعطين
وروى أبو الدرداء عن رسول الله ﷺ أنه قال ( ما طلعت الشمس ولا غربت الشمس إلا بعث بجنبيها ملكان يناديان اللهم عجل لمنفق ماله خلفا وعجل لممسك ماله تلفا )
سورة سبأ ٤٠ - ٤٢
ثم قال عز وجل " ويوم يحشرهم جميعا " يعني الملائكة عليهم السلام ومن عبدهم
قرأ بعضهم من أهل البصرة " يحشرهم " بالياء يعني يحشرهم الله عز وجل وقراءة العامة بالنون على معنى الحكاية عن نفسه " ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون " يعني أنتم أمرتم عبادي أن يعبدوكم وهذا سؤال توبيخ كقوله لعيسى عليه السلام " ءأنت قلت للناس اتخذوني " [ المائدة ١١٦ ] الآية " قالوا سبحانك " فنزهت الملائكة ربها عن الشرك وقالوا " سبحانك " يعني تنزيها لك " أنت ولينا من دونهم " ونحن براء منهم من أن نأمرهم أن يعبدونا " بل كانوا يعبدون الجن " يعني أطاعوا الشياطين في عبادتهم إيانا " أكثرهم بهم مؤمنون " يعني مصدقين الشياطين مطيعين لها
يقول الله تعالى " فاليوم لا يملك بعضكم لبعض نفعا " يعني شفاعة " ولا ضرا " يعني ولا دفع الضر عنهم " ونقول للذين ظلموا " يعني كفروا في الدنيا
يعني يقال لهم في الآخرة " ذوقوا عذاب النار التي كنتم بها تكذبون " إنها غير كائنة
سورة سبأ ٤٣


الصفحة التالية
Icon