٨٩
سورة سبأ ٤٤ - ٤٥
ثم أخبر عن أفعالهم في الدنيا فقال عز وجل " وإذا تتلى " يعني تقرأ وتعرض " عليهم آياتنا بينات " بالأمر والنهي والحلال والحرام " قالوا " ما نعرف هذا " ما هذا إلا رجل يريد أن يصدكم " يعني يصرفكم " عما كان يعبد آباؤكم " من عبادة الأصنام " وقالوا ما هذا إلا إفك مفترى " يعني كذبا مختلقا " وقال الذين كفروا للحق " يعني القرآن " لما جاءهم إن هذا إلا سحر مبين " يعني كذب بين
ثم قال عز وجل " وما آتيناهم " يعني وما أعطيناهم " من كتب يدرسونها " يعني يقرؤونها وفيها حجة لهم بأن مع الله شريكا " وما أرسلنا إليهم قبلك من نذير " يعني من رسول في زمانهم " وكذب الذين من قبلهم " يعني من قبل قومك رسلهم كما كذبك قومك " وما بلغوا " يعني ما بلغ قومك " معشار ما آتيناهم " يعني ما بلغ أهل مكة عشر الذي أعطينا الأمم الخالية من الأموال والقوة فأهلكتهم بالعذاب حين " فكذبوا رسلي فكيف كان نكير " يعني كيف كان إنكاري وتغييري عليهم وإيش خطر هؤلاء بجنب أولئك فاحذروا مثل عذابهم
سورة سبأ ٤٦ - ٤٩
ثم قال عز وجل " قل إنما أعظكم بواحدة " يعني بكلمة واحدة ويقال بخصلة واحدة " أن تقوموا لله " بالحق " مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة " يعني آمركم بالإنصاف أن تتأملوا حق التأمل وتتفكروا في أنفسكم هل لهذا الرجل الذي يدعوكم إلى خالقكم وخالق السموات والأرض هل رأيتم به جنونا
ثم قال " ما بصاحبكم من جنة " يعني من جنون
وقال القتبي تأويله أن المشركين لما قالوا إنه ساحر ومجنون وكذاب فقال الله تعالى لنبيه ﷺ قل لهم اعتبروا أمري بواحدة أن تنصحوا لأنفسكم ولا يميل بكم هوى فتقوموا لله في دار يخلو فيها الرجل منكم بصاحبه فيقول لهم هلم فلنتصادق هل رأينا بهذا الرجل جنة أم جربنا عليه كذبا ثم ينفرد كل واحد منهما عن صاحبه فيتفكروا وينظروا فإن ذلك يدل على أنه نذير
قال وكل من تحير في أمر قد اشتبه عليه واستبهم أخرجه من الحيرة أن يسأل ويناظر فيه ثم يتفكر ويعتبر


الصفحة التالية
Icon