٩٠
ثم قال " إن هو إلا نذير لكم " أي ما هو إلا مخوف لكم " بين يدي عذاب شديد " أي بين يدي القيامة
ثم قال عز وجل " قل ما سألتكم من أجر فهو لكم " وذلك أن النبي ﷺ أمر كفار مكة أن لا يؤذوا قراباته فكفوا عن ذلك ونزل " قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى " [ الشورى ٢٣ ] فكفوا عن ذلك
ثم سمعوا بذكر آلهتهم فقالوا لا تنظرون إليه ينهانا عن إيذاء قرابته وسألناه أن لا يؤذينا في آلهتنا فلا يمتنع فنزل " قل ما سألتكم من أجر فهو لكم " إن شئتم آذوهم وإن شئتم امتنعتم
" إن أجري إلا على الله " فهو الحافظ والناصر " وهو على كل شيء شهيد " بأني نذير وما بي جنون
ثم قال عز وجل " قل إن ربي يقذف بالحق " يعني يبين الحق من الباطل ويقال يأمر بالحق ويقال يتكلم بالحق يعني بالوحي " علام الغيوب " يعني هو عالم كل غيب
قوله عز وجل " قل جاء الحق " يعني ظهر الإسلام " وما يبدئ الباطل " يعني لا يقدر الشيطان أن يخلق أحدا " وما يعيد " يعني لا يقدر أن يحييه بعد الموت والله تعالى يفعل ذلك
ويقال " الباطل " أيضا الصنم
وروى ابن مسعود أن النبي ﷺ دخل مكة وحول الكعبة ثلاثمائة وستون صنما فجعل يطعنها بعود في يده ويقول " جاء الحق وزهق الباطل " " قل جاء الحق " " وما يبدي الباطل وما يعيد "
سورة سبأ ٥٠ - ٥٤
قوله عز وجل " قل " يا محمد " إن ضللت فإنما أضل على نفسي " يعني وزر الضلال على نفسي " وإن اهتديت " إلى الحق والهدى " فبما يوحي إلي ربي " يعني اهتديت بما يوحي إلي من القرآن " إنه سميع " للدعاء " قريب " بالإجابة ممن دعاه
وقيل للنابغة حين أسلم أصبوت يعني آمنت بمحمد ﷺ قال بلى هو غلبني بثلاث آيات من كتاب الله عز وجل فأردت أن أقول ثلاثة أبيات من الشعر على قافيتها فلما سمعت هذه الآيات فعييت فيها ولم أطق فعلمت أنه ليس من كلام البشر وهي هذه " قل إن ربي يقذف بالحق علام الغيوب " " قل جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد " " قل إن ضللت فإنما أضل على نفسي وإن اهتديت فيما يوحي إلي ربي إنه سميع قريب "
قوله عز وجل " ولو ترى إذ فزعوا " يعني خافوا من العذاب " فلا فوت " يعني فلا