قوله عز وجل " ومن آياته منامكم بالليل والنهار " " منامكم " نومكم هو مصدر
يقال نام ينام نوما ومناما بالليل والنهار على معنى التقديم يعني منامكم بالليل " وابتغاؤكم من فضله " بالنهار يعني طلبكم الرزق بالنهار والمعيشة " إن في ذلك لآيات " يعني لعلامات على وحدانيتي " لقوم يسمعون " المواعظ ويعتبرون
سورة الروم ٢٤ - ٢٦
قوله عز وجل " ومن آياته يريكم البرق خوفا " من الصواعق إذا كنتم بأرض قفر " وطمعا " للمطر
" خوفا وطمعا " منصوبان على المفعول له المعنى يريكم للخوف والطمع " خوفا " للمسافر " وطمعا " للمقيم
" وينزل من السماء ماء " يعني المطر " فيحيي به الأرض " بالنبات " بعد موتها إن في ذلك لآيات " أي لعلامات " يقوم يعقلون " عن الله عز وجل فيوحدونه
قوله عز وجل " ومن آياته أن تقوم الساعة بأمره " يعني تقوم السماء فوق رؤوسكم بغير عمد لا يناله شيء وتقوم الأرض على الماء تحت أقدامكم " بأمره " أي بقدرته " ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض " يعني إسرافيل عليه السلام يدعوكم على صخرة بيت المقدس في الصور دعوة من الأرض " إذا أنتم تخرجون " وقال بعضهم في الآية تقديم ومعناه ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض يعني من قبوركم فإذا أنتم تخرجون قرأ حمزة والكسائي " تخرجون " بنصب التاء وضم الراء وقرأ الباقون بضم التاء ونصب الراء
ثم قال عز وجل " وله من في السموات والأرض " من الخلق " كل له قانتون " يعني مقرين بالعبودية
يعلمون أن الله عز وجل ربهم
ويقال " قانتون " أي خاضعين له لا يقدرون أن يغيروا أنفسهم عما خلقهم
ويقال معناه في كل شيء دليل ربوبيته
وهذا أيضا من آياته ولكنه لم يذكر لأنه قد سبق ذكره مرات فكأنه يقول ومن آياته أن له من في السموات والأرض كل له قانتون
سورة الروم ٢٧ - ٢٩