٩٦
وصنيعهم يهلك صاحبه في الآخرة
يقال بارت السلعة إذا كسدت لأنها إذا كسدت فقد تعرضت للهلاك
ثم قال عز وجل " والله خلقكم من تراب " يعني آدم عليه السلام وهو أصل الخلق " ثم من نطفة " يعني خلقكم من نطفة " ثم جعلهم أزواجا " يعني أصنافا ذكرا وأنثى
ويقال أصنافا أحمر وأبيض أسود
يعني فاذكروني ووحدوني " وما تحمل من أنثى " و " من " صلة في الكلام " ولا تضع إلا بعلمه " يعني بمشيئته " وما يعمر من معمر " فيطول عمره " ولا ينقص من عمره إلا في كتاب " يعني إلا وكل ذلك في كتاب الله قد بين في اللوح المحفوظ
وروي عن ابن عمر أنه قرأ " من عمره " بجزم الميم وهما لغتان مثل نكر ونكر " إن ذلك على الله يسير " يعني حفظه على الله هين بغير كتابة
سورة فاطر ١٢ - ١٤
ثم قال عز وجل " وما يستوي البحران " العذب والمالح " هذا عذب فرات " يعني طيب هين شربه ويقال سلس في حلقه حلو في شرابه " سائغ " يعني شهيا شرابه
ويقال يسوغه الشراب " وهذا ملح أجاج " يعني الشديد الذي يضرب إلى المرارة " ومن كل تأكلون لحما طريا " يعني السمك " وتستخرجون " يعني من المالح " حلية " وهي اللؤلؤ " تلبسونها " يعني تستعملونها وتلبسون نساءكم
وهذا المثل لأصحاب النبي ﷺ مع الكفار يعني وما يستوي الذين صدقوا والذين كذبوا ومن كل يظهر شيء من الصلاح يعني يلد الكافر المسلم مثل ما ولد للوليد بن المغيرة خالد بن الوليد وأبو جهل عكرمة بن أبي جهل
قوله " وترى الفلك " يعني السفن " مواخر " يعني تذهب وتجيء " فيه " يعني في البحر " لتبتغوا من فضله " يعني من رزقه " ولعلكم تشكرون " يعني لكي تشكروا رب هذه النعمة
يقال في اللغة مخر يمخر إذا شق الماء
يعني أن السفينة تشق الماء في حال جريها يقال مخرت السفينة إذا جرت وشقت الماء في جريها
ثم قال عز وجل " يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل " وقد ذكرناه " وسخر الشمس والقمر " يعني ذلل الشمس والقمر لبني آدم
" كل يجري لأجل مسمى " يعني إلى