٩٧
أقصى منازلها في الغروب لأنها تغرب كل ليلة في موضع وهو قوله عز وجل " فلا أقسم برب المشارق والمغارب " [ المعارج ٣٠ ] ويقال " إلى أجل مسمى " يعني يجريان دائما إلى يوم القيامة " ذلكم الله ربكم " يعني هذا الذي فعل الفعل هو ربكم وخالقكم " له الملك " فاعرفوا توحيده وادعوه ولا تدعوا غيره " والذين تدعون من دونه " يعني الأوثان وما تعبدونهم من دون الله " ما يملكون من قطمير " يعني لا يقدرون أن يعطوكم ولا ينفعوكم بمقدار القطمير
والقطمير قشر النواة الأبيض الذي يكون بين النوى والتمر
وقال مجاهد القطمير لفاف النوى
ثم قال " إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم " يعني ولو كانوا بحال يسمعون أيضا فلا يجيبونكم ولا يكشفون عنكم شيئا " ويوم القيامة يكفرون بشرككم " يعني يتبرؤون من عبادتكم
ويقولون ما كنتم إيانا تعبدون
يقول الله تعالى لمحمد ﷺ " ولا ينبئك مثل خبير " يعني لا يخبركم من عمل الآخرة مثل الرب تبارك وتعالى
ويقال لا يخبرك أحد مثل الرب بأن هذا الذي ذكر عن الأصنام أنهم يتبرؤون عن عبادتهم
سورة فاطر ١٥ - ١٨
ثم قال عز وجل " يا أيها الناس أنتم الفقراء " يعني أنتم محتاجون إلى ما عنده
ويقال " أنتم الفقراء إلى الله " في رزقه ومغفرته " والله هو الغني الحميد " عن عبادتكم " الحميد " في سلطانه
وهذا كما قال في آية أخرى " والله الغني وأنتم الفقراء " [ محمد ٣٨ ] لأن كل واحد يحتاج إليه ولأن أحدا لا يقدر أن يصلح أمره إلا بالأعوان والأمير ما لم يكن له خدم وأعوان لا يقدر على الإمارة
وكذلك التاجر يحتاج إلى المكارين والله عز وجل غني عن الأعوان وغيره
ثم قال عز وجل " إن يشأ يذهبكم " يعني يهلككم ويميتكم " ويأت بخلق جديد " أفضل منكم وأطوع لله تعالى " وما ذلك على الله بعزيز " يعني شديد
ثم قال عز وجل " ولا تزر وازرة وزر أخرى " يعني لا تحمل نفس خطيئة نفس أخرى
ويقال لا تحمل بالطوع ولكن يحمل عليها إذا كان له خصما
ثم قال " وإن تدع مثقلة إلى حملها " يعني الذي أثقلته الذنوب والأوزار أن لو دعا


الصفحة التالية
Icon