٩٨
أحدا ليحمل عنه بعض أوزاره لا يحمل من وزره شيئا " ولو كان ذا قربى " أي وإن كان ذا قرابة لا يحمل من وزره
وروى إبراهيم بن الحكم عن أبيه عن عكرمة قال إن الوالد يتعلق بولده يوم القيامة فيقول يا بني إني كنت لك والدا فيثني عليه خيرا فيقول يا بني قد احتجت إلى مثقال ذرة
وفي رواية أخرى إلى مثقال حبة من حسناتك لعلي أنجو بها مما ترى فيقول له ولده ما أيسر ما طلبت ولكن لا أطيق إني أخاف مثل الذي تخوفت
ثم يتعلق بزوجته فيقول لها إني كنت لك زوجا في الدنيا فيثني عليها خيرا ويقول إني أطلب إليك حسنة واحدة لعلي أنجو بها مما ترين فتقول ما أيسر ما طلبت ولكن لا أطيق إني أتخوف مثل الذي تخوفت فذلك قوله " وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى "
ثم قال " إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب " يعني إنما تخوف بالقرآن الذين يخافون ربهم بالغيب
يعني آمنوا بالله وهم يعلمونه وهم في غيب منه " وأقاموا الصلاة " يعني يقيمون الصلاة
وكان النبي ﷺ ينذر المؤمنين والكافرين ولكن الذين يخشون ربهم هم الذين يقبلون الإنذار فكأنه أنذرهم خاصة
ثم قال " ومن تزكى " يعني توحد
ويقال يطهر نفسه من الشرك
ويقال من صلح فإنما صلاحه لنفسه يثاب عليه في الآخرة
وقال من يعطي الزكاة فإنما ثوابه لنفسه
" فإنما يتزكى لنفسه وإلى الله المصير " فيجازيهم بعملهم
سورة فاطر ١٩ - ٢٦
قوله عز وجل " وما يستوي الأعمى " يعني الكافر الأعمى عن الهدى " والبصير " يعني المؤمن " ولا الظلمات ولا النور " يعني الكفر والإيمان " ولا الظل ولا الحرور " يعني الجنة والنار " ولا الحرور " هو استقرار الحر " وما يستوي الأحياء ولا الأموات " قال القتبي مثل الأعمى والبصير كالكافر والمسلم والظلمات والنور مثل الكفر والإيمان والظل والحرور مثل الجنة والنار " وما يستوي الأحياء ولا الأموات " مثل العقلاء والجهال
ثم قال " إن الله يسمع من يشاء " يعني يفقه من يشاء " وما أنت بمسمع من في القبور " يعني لا تقدر أن تفقه الأموات وهم الكفار