" صفحة رقم ٤٩٤ "
الممكور به يلتف به المكر، ويشتمل عليه، ويقال : امرأة ممكورة إذا كانت ملتفة الخلق. والمكر : ضرب من النبات.
تعالى : تفاعل من العلو، وهو فعل، لاتصال الضمائر المرفوعة به، ومعناه : استدعاء المدعوّ من مكانه إلى مكان داعيه، وهي كلمة قصد بها أولاً تحسين الأدب مع المدعو، ثم اطردت حتى يقولها الإنسان لعدّوه ولبهيمته ونحو ذلك.
الابتهال : قوله بهلة الله على الكاذب، والبهلة بالفتح والضم : اللعنة، ويقال بهله الله : لعنه وأبعده، من قولك أبهله إذا أهمله، وناقة باهلة لا ضرار عليها، وأصل الابتهال هذا، ثم استعمل في كل دعاء يجتهد فيه، وإن لم يكن التعاناً. وقال لبيد : من قروم سادة من قومهم
نظر الدهر إليهم فابتهل
) فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ ( تقدّم ترتيب هذه الجملة على ما قبلها من الكلام، وهل الحذف بعد قوله ) صِراطٍ مُّسْتَقِيمٍ ( أو بعد قوله :) وَرَسُولاً إِلَى بَنِى إِسْراءيلَ ( وذلك عند تفسير ) وَرَسُولاً إِلَى بَنِى إِسْراءيلَ ).
قال مقاتل : أحس، هنا رأى من رؤية العين أو القلب وقال الفراء : أحسّ وجد وقال أبو عبيدة : عرف. وقيل : علم وقيل : خاف.
والكفر : هنا جحود نبوّته وإنكار معجزاته، و : منهم، متعلق بأحس قيل : ويجوز أن يكون حالاً من الكفر.
( قَالَ مَنْ أَنصَارِى إِلَى اللَّهِ ( لما أرادوا قتله استنصر عليهم، قال مجاهد وقال غيره : إنه استنصر لما كفروا به وأخرجوه من قريتهم وقيل : استنصرهم لإقامة الحق.
قال المغربي : إنما قال عيسى :) مَنْ أَنصَارِى إِلَى اللَّهِ ( بعد رفعه إلى السماء وعوده إلى الأرض، وجمع الحواريين الأثني عشر، وبثهم في الآفاق يدعون إلى الحق، وما قاله من أن ذلك القول كان بعد ما ذكر بعيد جداً، لم يذكره غيره بل المنقول. والظاهر أنه قال ذلك قبل رفعه إلى السماء.
قال السدّي : من أعواني مع الله وقال الحسن : من أنصاري في السبيل إلى الله وقال أبو علي الفارسي معنى : إلى الله : لله، كقوله :) يَهْدِى إِلَى الْحَقّ ( أي للحق وقيل : من ينصرني إلى نصر الله. وقيل : من ينقطع معي إلى الله، قاله ابن بحر وقيل : من ينصرني إلى أن أبين أمر الله وقال أبو عبيدة : من أعواني في ذات الله ؟ وقال ابن عطية : من أنصاري إلى الله. عبارة عن حال عيسى في طلبه من يقوم بالدين، ويؤمن بالشرع ويحميه، كما كان محمد ( ﷺ ) ) يعرض نفسه على القبائل، ويتعرض للأحياء في المواسم. انتهى وقال الزمخشري وإلى الله من صلة أنصاري ؟ مضمناً معنى الإضافة، كأنه قيل : من الذين يضيفون أنفسهم إلى الله ينصرونني كما ينصرني ؟ أو يتعلق بمحذوف حالاً من الياء، أي : من أنصاري ذاهباً إلى الله ملتجئاً إليه ؟ انتهى.
( قَالَ الْحَوَارِيُّونَ ( أي أصفياء عيسى. قاله ابن عباس. أو : خواصه، قاله الفراء. أو : البيض الثياب، رواه ابن جبير عن ابن عباس. أو : القصارون، سموا بذلك لأنهم يجودون الثياب، أي يبيضونها، قاله الضحاك، ومقاتل. أو : المجاهدون، أو


الصفحة التالية
Icon