" صفحة رقم ٤٠٣ "
صغيراً ) وَهُوَ عِندَ اللَّهِ ( من الكبائر وعلق مس العذاب بثلاثة آثام تلقى الإفك والتكلم به واستصغاره
النور :( ١٦ ) ولولا إذ سمعتموه.....
ثم أخذ يوبخهم على التكلم به، وكان الواجب عليهم إذ سمعوه أن لا يفوهوا به.
وقال الزمخشري : فإن قلت : كيف جاز الفصل بين ) لَوْ لا ( و ) قُلْتُمْ ( ؟ قلت : للظروف شأن وهو تنزلها من الأشياء منزلة نفسها لوقوعها فيها، وأنها لا تنفك عنها فلذلك يتسع فيها ما لايتسع في غيرها انتهى. وما ذكره من أدوات التحضى ض يوهم أن ذلك مختص بالظرف وليس كذلك، بل يجوز تقديم المفعول به على الفعل فتقول : لو لا زيداً ضربت وهلا عمراً قتلت.
قال الزمخشري : فإن قلت : فأي فائدة في تقديم الظرف حتى أوقع فاصلاً ؟ قلت : الفائدة بيان أنه كان الواجب عليهم أن ينقادوا حال ما سمعوه بالإفك عن التكلم به، فلما كان ذكر الوقت أهم وجب التقديم.
فإن قلت : ما معنى ) يَكُونَ ( والكلام بدونه متلئب لو قيل ما لنا أن نتكلم بهذا قلت : معناه ما ينبغي ويصح أي ما ينبغي ) لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَاذَا ( ولا يصح لنا ونحوه ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق ) وسبحانك ( تعجب من عظم الأمر.
فإن قلت : ما معنى التعجب في كلمة التسبيح ؟ قلت : الأصل في ذلك أن تسبيح الله عند رؤية المتعجب من صنائعه ثم كثر حتى استعمل في كل متعجب منه، أو لتنزيه الله عن أن تكون حرمة نبيه ( ﷺ ) ) كما قيل فيها انتهى.
النور :( ١٧ ) يعظكم الله أن.....
( يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُواْ ( أي في أن تعودوا، تقول : وعظت فلاناً في كذا فتركه. ) إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ( حث لهم على الاتعاظ وتهييج لأن من شأن المؤمن الاحتزاز مما يشينه من القبائح. وقيل :) أَن تَعُودُواْ ( مفعول من أجله أي كراهة ) أَن تَعُودُواْ ).
النور :( ١٨ ) ويبين الله لكم.....
( وَيُبَيّنُ اللَّهُ لَكُمُ الاْيَاتِ ( أي الدلالات على علمه وحكمته بما ينزل عليكم من الشرائع ويعلمكم من الآداب، ويعظكم من المواعظ الشافية.
النور :( ١٩ ) إن الذين يحبون.....
( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ ). قال مجاهد وابن زيد الإشارة إلى عبد الله بن أبي ومن أشبهه. ) إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ ( لعداوتهم لهم، والعذاب الأليم في الدنيا الحد، وفي الآخرة النار. والظاهر في ) الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ ( العموم في كل قاذف منافقاً كان أو مؤمناً، وتعليق الوعيد على محبة الشياع دليل على أن إرادة الفسق فسق والله يعلم أي البريء من المذنب وسرائر الأمور، ووجه الحكمة في ستركم والتغليظ في الوعيد.
وقال الحسن : عنى بهذا الوعيد واللعن المنافقين، وأنهم قصدوا وأحبوا إذاية الرسول ( ﷺ ) ) وذلك كفر وملعون فاعله. وقال أبو مسلم : هم المنافقون أوعدهم الله بالعذاب في الدنيا على يد الرسول بالمجاهدة كقوله ) جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ ). وقال الكرماني : والله يعلم كذبهم ) وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ( لأنه غيب.
النور :( ٢٠ ) ولولا فضل الله.....
وجواب ) لَوْ لا ( محذوف أي لعاقبكم. ) إِنَّ اللَّهَ ( بالتبرئة ) لَرَءوفٌ رَّحِيمٌ ( بقبول توبة من تاب ممن قذف. قال ابن عباس : الخطاب لحسان ومسطح وحمنة والظاهر العموم.
٢ ( ) ياأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَآءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَاكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّى مَن يَشَآءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ وَلاَ يَأْتَلِ أُوْلُواْ الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُواْ أُوْلِى الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُواْ وَلْيَصْفَحُواْ أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِناتِ لُعِنُواْ فِى الدُّنْيَا وَالاٌّ خِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِين