" صفحة رقم ٤٣٣ "
الدخول علينا في هذه الساعة إلاّ بإذن. ثم انطلق إلى الرسول فوجد هذه الآية قد نزلت فخرّ ساجداً. وقيل : نزلت في أسماء بنت أبي مرثد قيل : دخل عليها غلام لها كبير في وقت كرهت دخوله، فأتت رسول الله ( ﷺ ) ) فقالت : إن خدمنا وغلماننا يدخلون علينا حالاً نكرهها.
( لِيَسْتَأْذِنكُمُ ( أمر والظاهر حمله على الوجوب والجمهور على الندب. وقيل : بنسخ ذلك إذ صار للبيوت أبواب روي ذلك عن ابن عباس وابن المسيب والظاهر عموم ) الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ( في العبيد والإماء دون العبيد. ) وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُواْ الْحُلُمَ مِنكُمْ ( عام في الأطفال عبيد كانوا أو أحراراً. وقرأ الحسن وأبو عمر وفي رواية وطلحة ) الْحُلُمَ ( بسكون اللام وهي لغة تميم. وقيل ) مّنكُمْ ( أي من الأحرار ذكوراً كانوا أو إناثاً. والظاهر من قوله ) ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ( ثلاث استئذانات لأنك إذا ضربت ثلاث مرات لا يفهم منه إلاّ ثلاث ضربات ويؤيده قوله عليه الصلاة والسلام :( الاستئذان ثلاث ) والذي عليه الجمهور أن معنى ) ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ( ثلاث أوقات وجعلوا ما بعده من ذكر تلك الأوقات تفسيراً لقوله ) ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ( ولا يتعين ذلك بل تبقى ) ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ( على مدلولها.
( مّن قَبْلِ صَلَواةِ الْفَجْرِ ( لأنه وقت القيام من المضاجع وطرح ما ينام فيه من الثياب ولبس ثياب اليقظة وقد ينكشف النائم. ) وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مّنَ الظَّهِيرَةِ ( لأنه وقت وضع الثياب للقائلة لأن النهار إذ ذاك يشتد حره في ذلك الوقت. و ) مِنْ ( في ) مّنَ الظَّهِيرَةِ ( قال أبو البقاء : لبيان الجنس أي حين ذلك هو الظهيرة، قال : أو بمعنى من أجل حر الظهيرة و ) حِينٍ ( معطوف على موضع ) مِن قَبْلُ ( ) وَمِن بَعْدِ صَلَواةِ الْعِشَاء ( لأنه وقت التجرد من ثياب اليقظة والالتحاف بثياب النوم ) ثَلاَثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ ( سمى كل واحد منها عورة لأن الناس يختل تسترهم وتحفظهم فيها، والعورة الخلل ومنه أعور الفارس وأعور المكان، والأعور المختل العين. وقرأ حمزة والكسائي ) ثَلَاثٍ ( بالنصب قالوا : بدل من ) ثَلاَثُ عَوْرَاتٍ ( وقدره الحوفي والزمخشري وأبو البقاء أوقات ) ثَلاَثُ عَوْرَاتٍ ( وقال ابن عطية : إنما يصح يعنى البدل بتقدير أوقات ) عَوْراتِ ( فحذف المضاف وقيم المضاف إليه مقامه. وقرأ باقي السبعة بالرفع أي هن ) ثَلاَثُ عَوْرَاتٍ ( وقرأ الأعمش ) عَوْراتِ ( بفتح الواو وتقدم أنها لغة هذيل بن مدركة وبني تميم وعلى رفع ) ثَلَاثٍ ).
قال الزمخشري : يكون ) لَيْسَ عَلَيْكُمْ ( الجملة في محل رفع على الوصف والمعنى هن ) ثَلاَثُ عَوْرَاتٍ ( مخصوصة بالاستئذان، وإذا نصبت لم يكن له محل وكان كلاماً مقرراً بالاستئذان في تلك الأحوال خاصة.
( بَعْدَهُنَّ ( أي بعد استئذانهم فيهن حذف الفاعل وحرف الجر بفي بعد استئذانهن ثم حذف المصدر وقيل ) لَّيْسَ ( على العبيد والإماء ومن لم يبلغ الحلم في الدخول ) عَلَيْكُمْ ( بغير استئذان ) جُنَاحٌ ( بعد هذه الأوقات الثلاث ) طَوفُونَ عَلَيْكُمْ ( يمضون ويجيؤون وهو خبر مبتدأ محذوف تقديره هم ) طَوفُونَ ( أي المماليك والصغار ) طَوفُونَ عَلَيْكُمْ ( أي يدخلون عليكم في المنازل غدوة وعشية بغير إذن إلاّ في تلك الأوقات. وجوّزوا في ) بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ ( أن يكون مبتدأ وخبراً لكن الجر قدروه طائف على بعض وهو كون مخصوص فلا يجوز حذفه. قال الزمخشري : وحذف لأن طوافون يدل عليه وأن يكون مرفوعاً بفعل محذوف تقديره يطوف بعضكم. وقال ابن عطية ) بَعْضُكُمْ ( بدل من قوله ) طَوفُونَ ( ولا يصح لأنه إن أراد بدلاً من ) طَوفُونَ ( نفسه فلا يجوز لأنه يصير التقدير هم ) بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ ( وهذا معنى لا يصح. وإن جعلته بدلاً من الضمير في ) طَوفُونَ ( فلا يصح أيضاً إن قدر الضمير ضمير غيبة لتقدير المبتدأ هم لأنه يصير التقدير هم يطوف ) بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ ( وهو لا يصح. فإن جعلت التقدير أنتم يطوف ) عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ ( فيدفعه أن قوله ) عَلَيْكُمْ ( بدل على أنهم هم المطوف عليهم، وأنتم طوافون، يدل على أنهم طائفون فتعارضا. وقرأ ابن أبي عبلة طوافين بالنصب على الحال من ضمير ) عَلَيْهِمْ ). وقال الحسن : إذا بات الرجل خادمه معه فلا استئذان عليه ولا في هذه الأوقات الثلاثة.
النور :( ٥٩ ) وإذا بلغ الأطفال.....
( وَإِذَا بَلَغَ الاْطْفَالُ ( أي من أولادكم وأقربائكم ) فَلْيَسْتَأْذِنُواْ ( أي في كل الأوقات فإنهم قبل البلوغ كانوا يستأذنون في ثلاث الأوقات. ) كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ( يعني البالغين. وقيل : الكبار من أولاد الرجل وأقربائه. ودل ذلك على أن الابن والأخ البالغين كالأجنبي في ذلك وتكلموا هنا