" صفحة رقم ٥٠١ "
أي : فالله يشكرها. انتهى، وهذا ليس بجيد، لأن حذف الفاء مخصوص بالشعر عند سيبويه. والإشارة بذلك إلى ما يفهم من مصدر صبر وغفر والعائد على الموصول المبتدأ من الخبر محذوف، أي إن ذلك منه لدلالة المعنى عليه :) لَمِنْ عَزْمِ الاْمُورِ (، إن كان ذلك إشارة إلى المصدر المفهوم من قوله :) وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ (، لم يكن في عزم الأمور حذف، وإن كان ذلك إشارة إلى المبتدأ، كان هو الرابط، ولا يحتاج إلى تقدير منه، وكان في ) عَزْمِ الاْمُورِ (، أي أنه لمن ذوي عزم الأمور. وسب رجل آخر في مجلس الحسن، فكان المسبوب يكظم ويعرق ويمسح العرق، ثم قام فتلا الآية، فقال الحسن : عقلها والله وفهمها، لم هذه ضيعها الجاهلون. والجملة من قوله :) إِنَّمَا السَّبِيلُ ( اعتراض بين قوله :) وَلَمَنِ انتَصَرَ (، وقوله :) وَمِنْ صَبَرَ ).
) وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن وَلِىّ مّن بَعْدِهِ ( : أي من ناصر يتولاه من بعده، أي من بعد إضلاله، وهذا تحقير لأمر الكفرة. ) وَتَرَى الظَّالِمِينَ ( : الخطاب للرسول، والمعنى : وترى حالهم وما هم فيه من الحيرة، ( لَمَّا رَأَوُاْ اْلَعَذَابَ (، يقولون :) هَلْ إِلَى مَرَدّ مّن سَبِيلٍ ( : هل سبيل إلى الردّ للدنيا ؟ وذلك من فظيع ما اطلعوا عليه، وسوء ما يحل بهم. ) وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا ( : أي على النار، دل عليها ذكر العذاب، ( خاشِعِينَ ( متضائلين صاغرين مما يحلقهم، ( مَّنَ الذُّلّ وِقْراً سَبِيلاً وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَم يَكُنْ لَّهُ شَرِيكٌ فِى الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ وَلِىٌّ مَّنَ الذُّلّ ( متعلق ) يَنظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِىّ ). قال ابن عباس : ذليل. انتهى. قيل : ووصف بالخفاء لأن نظرهم ضعيف ولحظهم نهاية، قال الشاعر :
فغض الطرف إنك من نمير وقيل : يحشرون عمياً. ولما كان نظرهم بعيون قلوبهم، جعله طرفاً خفياً، أي لا يبدو نظرهم، وهذا التأويل فيه تكلف. وقال السدي، وقتادة : المعنى يسارقون النظر لما كانوا فيه من الهمّ وسوء الحال، لا يستطيعون النظر بجميع العين، وإنما ينظرون من بعضها، فيجوز على هذا التأويل أن يكون الطرف مصدراً، أي من نظر خفي. وقال الزمخشري :) مِن طَرْفٍ خَفِىّ (، أي يبتدىء نظرهم من تحريك لأجفانهم ضعيف خفي بمسارقة، كما ترى المصور ينظر إلى السيف، وهكذا نظر الناظر إلى المكاره، ولا يقدر أن يفتح أجفانه عليها ويملأ عينه منها، كما يفعل في نظره إلى المتحاب.
( وَقَالَ الَّذِينَ ءامَنُواْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلاَ إِنَّ الظَّالِمِينَ فِى عَذَابٍ مُّقِيمٍ وَمَا كَانَ لَهُم مّنْ أَوْلِيَاء يَنصُرُونَهُم مّن دُونِ اللَّهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن سَبِيلٍ اسْتَجِيبُواْ لِرَبّكُمْ مّن قَبْلِ مّن قَبْلِ أَن يَأْتِىَ يَوْمٌ لاَّ مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَا لَكُمْ مّن مَّلْجَأٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُمْ مّن نَّكِير ( سقط : الآية كاملة ) ٍ ).


الصفحة التالية
Icon