" صفحة رقم ١٥٥ "
اللغة خرق الهوى ومقصده السفل، إذ مصيره إليه، وإن لم يقصد إليه. وقال الشاعر :
هوى الدلو اسلمها الرشا
ومنه : هوى العقاب. ) صَاحِبُكُمْ ( : هو محمد رسول الله ( ﷺ ) )، والخطاب لقريش : أي هو مهتد راشد، وليس كما تزعمون من نسبتكم إياه إلى الضلال والغي.
النجم :( ٣ ) وما ينطق عن.....
( وَمَا يَنطِقُ ( : أي الرسول عليه الصلاة والسلام، ( عَنِ الْهَوَى ( : أي عن هوى نفسه ورأيه.
النجم :( ٤ - ٥ ) إن هو إلا.....
( إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْىٌ ( من عند الله، ( يُوحَى ( إليه. وقيل :) وَمَا يَنطِقُ ( : أي القرآن، عن هوى وشهوة، كقوله :) هَاذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقّ ). ) إِنْ هُوَ ( : أي الذي ينطق به. أو ) إِنْ هُوَ ( : أي القرآن. ) عِلْمِهِ ( : الضمير عائد على الرسول ( ﷺ ) )، فالمفعول الثاني محذوف، أي علمه الوحي. أو على القرآن، فالمفعول الأول محذوف، أي علمه الرسول ( ﷺ ) ). ) شَدِيدُ الْقُوَى ( : هو جبريل، وهو مناسب للأوصاف التي بعده، وقاله ابن عباس وقتادة والربيع. وقال الحسن :) شَدِيدُ الْقُوَى ( : هو الله تعالى، وهو بعيد.
النجم :( ٦ ) ذو مرة فاستوى
) ذُو مِرَّةٍ ( : ذو قوة، ومنه لا تحل الصدقة لغني، ولا لذي مرة سوى. وقيل : ذو هيئة حسنة. وقيل : هو جسم طويل حسن. ولا يناسب هذان القولان إلا إذا كان شديد القوى هو جبريل عليه السلام. ) فَاسْتَوَى ( : الضمير لله في قوله الحسن،
النجم :( ٧ ) وهو بالأفق الأعلى
وكذا ) وَهُوَ بِالاْفُقِ الاْعْلَى ( لله تعالى، على معنى العظمة والقدرة والسلطان. وعلى قول الجمهور :) فَاسْتَوَى ( : أي جبريل في الجو، ( وَهُوَ بِالاْفُقِ الاْعْلَى (، إن رآه الرسول عليه الصلاة والسلام بحراء قد سد الأفق له ستمائة جناح، وحينئذ دنا من محمد حتى كان قاب قوسين، وكذلك هو المرئي في النزلة الأخرى بستمائة جناح عند السدرة، قاله الربيع والزجاج. وقال الطبري : والفراء : المعنى فاستوى جبريل ؛ وقوله :) وَهُوَ (، يعني محمداً ( ﷺ ) )، وفي هذا التأويل العطف على الضمير المرفوع من غير فصل، وهو مذهب الكوفيين. وقد يقال : الضمير في استوى للرسول، وهو لجبريل، والأعلى لعمه الرأس وما جرى معه. وقال الحسن وقتادة : هو أفق مشرق الشمس.
وقال الزمخشري :) فَاسْتَوَى ( : فاستقام على صورة نفسه الحقيقية دون الصورة التي كان يتمثل بها كلما هبط بالوحي، وكان ينزل في صورة دحية، وذلك أن الرسول ( ﷺ ) ) أحب أن يراه في صورته التي جبل عليها، فاستوى له بالأفق الأعلى، وهو أفق الشمس، فملأ الأفق. وقيل : ما رآه أحد من الأنبياء في صورته الحقيقية غير محمد ( ﷺ ) )، مرة في الأرض، ومرة في السماء.
النجم :( ٨ - ٩ ) ثم دنا فتدلى
) ثُمَّ دَنَا ( من رسول الله ( ﷺ ) )، ( فَتَدَلَّى ( : فتعلق عليه في الهوى. وكان مقدار مسافة قربه منه مثل ) قَابَ قَوْسَيْنِ (، فحذفت هذه المضافات، كما قال أبو علي في قوله :
وقد جعلتني من خزيمة أصبعا
أي : ذا مسافة مقدار أصبع، ( أَوْ أَدْنَى ( على تقديركم، كقوله :) أَوْ يَزِيدُونَ ).
النجم :( ١٠ ) فأوحى إلى عبده.....
( إِلَى عَبْدِهِ ( : أي إلى عبد الله، وإن لم يجر لاسمه عز وجل ذكر، لأنه لا يلبس، كقوله :) مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا ). ) مَا أَوْحَى ( : تفخيم للوحي الذي أوحي إليه قبل


الصفحة التالية
Icon