" صفحة رقم ٤٦ "
الجمهور، لكن يتأول على أن ينصب بفعل محذوف تقديره يجزى قوماً، فيكون جملتان، إحداهما : ليجزي الجزاء قوماً، والأخرى : يجزيه قوماً ؛ وقوماً هنا يعني به الغافرين، ونكره على معنى التعظيم لشأنهم، كأنه قيل : قوماً، أي قوم من شأنهم التجاوز عن السيئات والصفح عن المؤذيات وتحمل الوحشة. وقيل : هم الذين لا يرجون أيام الله، أي بما كانوا يكسبون من الإثم، كأنه قيل : لم تكافئوهم أنتم حتى نكافئهم نحن.
( مَّنْ عَمِلَ صَالِحاً ( كهؤلاء الغافرين، ( وَمَنْ أَسَاء ( كهؤلاء الكفار، وأتى باللام في فلنفسه، لأن المحاب والحظوظ تستعمل فيها على الدالة على العلو والقهر، كما تقول : الأمور لزيد متأتية وعلى عمرو مستصعبة. والكتاب : التوراة، والحكم : القضاء، وفصل الأمور لأن الملك كان فيهم. قيل : والحكم : الفقه. ويقال : لم يتسع فقه الأحكام على نبي، كما اتسع على لسان موسى من الطيبات المستلذات الحلال، وبذلك تتم النعمة، وذلك المن والسلوى وطيبات الشام، إذ هي الأرض المباركة. بينات : أي دلائل واضحة من الأمر، أي من الوحي الذي فصلت به الأمور. وعن ابن عباس : من الأمر، أي من أمر النبي ( ﷺ ) )، وأنه يهاجر من تهامة إلى يثرب. وقيل معجزات موسى. ) فَمَا اخْتَلَفُواْ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ ( : تقدم تفسيره في الشورى.
( ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مّنَ الاْمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّهُمْ لَن يُغْنُواْ عَنكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِىُّ الْمُتَّقِينَ هَاذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لّقَوْمٍ يُوقِنُونَ مَا يَحْكُمُونَ وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاواتِ وَالاْرْضَ بِالْحَقّ وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ أَفَرَأَيْتَ مَنِ وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالاْرْضَ بِالْحَقّ وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَاهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن ).
الجاثية :( ١٨ - ٢٢ ) ثم جعلناك على.....
لما ذكر تعالى إنعامه على بني إسرائيل واختلافهم بعد ذلك، ذكر حال نبيه عليه الصلاة والسلام وما منّ به عليه من اصطفائه فقال :) ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مّنَ الاْمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاء ). قال قتادة : الشريعة : الأمر، والنهي، والحدود، والفرائض. وقال مقاتل : البينة، لأنها طريق إلى الحق. وقال الكلبي : السنة، لأنه كان يستن بطريقة من قبله من الأنبياء. وقال ابن زيد : الدّين، لأنه طريق إلى النجاة. والشريعة في كلام العرب : الموضع الذي يرد فيه الناس في الأنهار والمياه، ومنه قول الشاعر : وفي الشرائع من جيلان مقتص
رث الثياب خفي الشخص منسرب