صفحة رقم ١١٠
) ربنا تقبل منا ( وفي الآية إضمار تقديره ويقولان ربنا تقبل منا أي ما عملنا لك، وتقبل طاعتنا إياك وعبادتنا لك ) إنك أنت السميع ( أي لدعائنا ) العليم ( يعني بنياتنا.
البقرة :( ١٢٨ - ١٢٩ ) ربنا واجعلنا مسلمين...
" ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم " ( قوله عز وجل :( ربنا واجعلنا مسلمين لك ( يعني موحدين مخلصين مطيعين خاضعين لك.
فإن قلت : الإسلام إما أن يكون المراد منه الدين والاعتقاد أو الاستسلام والانقياد وقد كانا كذلك حالة هذا الدعاء فيما فائدة هذا الطلب ؟ قلت فيه وجهان أحدهما أن الإسلام عرض قائم بالقلب وقد لا يبقى، فقوله : واجعلنا مسلمين لك يعني في المستقبل وذلك لا ينافي حصوله في الحال.
الوجه الثاني يحتمل أن يكون المراد منه طلب الزيادة في الإيمان فكأنهما طلبا زيادة اليقين والتصديق وذلك لا ينافي حصوله في الحال ) ومن ذريتنا ( أي من أولادنا ) أمة ( أي جماعة ) مسلمة ( أي خاضعة منقادة ) لك ( وإنما أدخل من التي هي للتبعيض لأن الله تعالى أعلمهما بقوله :( لا ينال عهدي الظالمين ( " إن في ذريتهما الظالم فلهذا خص بعض الذرية بالدعاء.
فإن قلت : لم خص ذريتهما بالدعاء.
قلت : لأنهم أحق بالشفقة والنصيحة، قال الله تعالى :( قوا أنفسكم وأهليكم ناراً ( " ولأن أولاد الأنبياء إذا صلحوا صلح بهم غيرهم ألا ترى أن المتقدمين من العلماء والكبراء : إذا كانوا على السداد كيف يتسببون لسداد من وراءهم.
وقيل : أراد بالأمة أمة محمد ( ﷺ ) بدليل قوله تعالى :( وابعث فيهم رسولاً منهم ( ) وأرنا ( أي علمنا وبصرنا ) مناسكنا ( أي شرائع ديننا وأعلام حجنا، وقيل : مناسكنا يعني مذابحنا والنسك الذبيحة، وقيل متعبداتنا وأصل النسك العبادة والناسك العابد فأجاب الله دعاءهما وبعث جبريل فأراهما المناسك في يوم