صفحة رقم ١١٤
سمعت رسول الله ( ﷺ ) قبل موته بثلاثة أيام يقول :( لا يموتن أحدكم إلاّ وهو يحسن الظن بربه ) أخرجاه في الصحيحين.
قوله عز وجل :( أم كنتم شهداء ( جمع شهيد بمعنى الحاضر أي ما كنتم حاضرين ) إذ حضر يعقوب الموت ( أي حين احتضر وقرب من الموت نزلت في اليهود، وذلك لأنهم قالوا للنبي ( ﷺ ) إن يعقوب يوم مات أوصى بنيه باليهودية فأنزل الله تعالى هذه الاية تكذيباً لهم، والمعنى أم كنتم يا معشر اليهود شهوداً على يعقوب إذ حضره الموت، أي إنكم لم تحضروا ذلك فلا تدّعوا على أنبيائي ورسلي الأباطيل وتنسبوهم إلى اليهودية فإني ما ابتعثت خليلي إبراهيم، وولده وأولادهم إلاّ بدين الإسلام، وبذلك وصوا أولادهم وبه عهدوا إليهم ثم بين ما قال يعقوب لبنيه فقال تعالى :( إذ قال ( يعني يعقوب ) لبنيه ( يعني لأولاده الاثني عشر ) ما تعبدون ( أي أي شيء تعبدون ) من بعدي ( قيل إن الله تعالى لم يقبض نبياً حتى يخيره : بين الحياة والموت، فلما خير يعقوب وكان قد رأى أهل مصر يعبدون الأوثان والنيران فقال انظرني حتى أسأل ولدي وأوصيهم فأمهله فجمع ولده وولد ولده قال لهم قد حضر أجلي من تعبدون من بعدي ؟ ) قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ( إنما قدم إسماعيل لأنه كان أكبر من إسحاق وأدخله في جملة الآباء وإن كان عماً لهم لأن العرب تسمي العم أباً والخالة أمّاً قال رسول الله ( ﷺ ) :( عم الرجل صنو أبيه ) وقال في عمه العباس ( ردوا عليّ أبي ) ) إلهاً واحداً ونحن له مسلمون ( أي مخلصون العبودية ) تلك ( إشارة إلى الأمة المذكورة، يعني إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب وولدهم ) أمة قد خلت ( أي مضت لسبيلها والمعنى يا معشر اليهود والنصارى دعوا ذكر إبراهيم وإسماعيل وإسحاق والمسلمين من أولادهم، ولا تقولوا عليهم ما ليس فيهم ) لها ما كسبت ( يعني من العمل ) ولكم ( يعني يا معشر اليهود والنصارى ) ما كسبتم ( أي من العمل ) ولا تسألون عما كانوا يعملون ( يعني كل فريق يسأل عن عمله لا عن عمل غيره.
قوله عز وجل :( وقالوا كونوا هوداً أو نصارى تهتدوا ( قال ابن عباس : نزلت في رؤساء اليهود : كعب بن الأشرف ومالك بن الصيف ووهب بن يهودا وأبي ياسر بن أخطب وفي نصارى نجران السيد، والعاقب وأصحابهما، وذلك أنهم خاصموا