صفحة رقم ١١٦
( خ ) عن أبي هريرة قال : كان أهل الكتاب يقرؤون التوراة بالعبرانية ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام فقال رسول الله ( ﷺ ) :( لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم ).
) وقولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا (.
الآية.
قوله عز وجل :( فإن آمنوا ( يعني اليهود والنصارى ) بمثل ما آمنتم به ( أي بما آمنتم به ومثل صلة فهو كقوله :( ليس كمثله شيء ( " أي ليس مثله شيء وقيل : فإن أتوا بإيمان كإيمانكم وتوحيد كتوحيدكم ) فقد اهتدوا ( والمعنى إن حصلوا ديناً آخر يساوي هذا الدين في الصحة، والسداد فقد اهتدوا ولكن لما استحال ان يوجد دين آخر يساوي هذا الدين في الصحة والسداد استحال الاهتداء بغيره لأن هذا الدين مبناه على التوحيد والإقرار بكل الأنبياء وما أنزل إليهم وقيل معناه فإن آمنوا بكتابكم كما آمنتم بكتابهم فقد اهتدوا ) وإن تولوا ( أي أعرضوا ) فإنما هم في شقاق ( أي في خلاف ومنازعة وقيل : في عداوة ومحاربة وقيل : في ضلال، وأصله من الشق كأنه صار في شق صاحبه بسبب عداوته وقيل هو من المشقة لأن كل واحد منهما يحرص على ما يشق على صاحبه ويؤذيه ) فسيكفيكهم الله ( أي يكفيك الله يا محمد شر اليهود والنصارى وهو ضمان من الله تعالى لإظهار رسول الله ( ﷺ )، لأنه إذا تكفلّ بشيء أنجزه وهو إخبار بغيب نفيه معجزة للنبي ( ﷺ ) وقد أنجز الله وعده بقتل بني قريظة وسبيهم وإجلاء بني النضير وضرب الجزية على اليهود والنصارى ) وهو السميع ( لأقوالهم ) العليم ( بأحوالهم يسمع جميع ما ينطقون به، ويعلم جميع ما يضمرون من الحسد، والغل وهو مجازيهم، ومعاقبهم عليه.
البقرة :( ١٣٨ - ١٤٠ ) صبغة الله ومن...
" صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون قل أتحاجوننا في الله وهو ربنا وربكم ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم ونحن له مخلصون أم تقولون إن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط كانوا هودا أو نصارى قل أأنتم أعلم أم الله ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله وما الله بغافل عما تعملون " ( قوله عز وجل :( صبغة الله ( قال ابن عباس : دين الله وإنما سماه الله صبغة لأن أثر الدين يظهر على المتدين كما يظهر أثر الصبغ على الثوب وقيل : فطرة الله وقيل : سنة الله وقيل : أراد به الختان لأنه يصبغ المختتن بالدم قال ابن عباس : إن النصارى إذا ولد لأحدهم مولود وأتى عليه سبعة أيام غمسوه في ماء لهم أصفر يسمونه ماء المعمودية وصبغوه به ليطهروه به مكان الختان، فإذا فعلوا ذلك به قالوا الآن صار نصرانياً حقاً، فأخبر الله أن دينه الإسلام لا ما تفعله النصارى ) ومن أحسن من الله صبغة ( أي ديناً وقيل تطهيراً لأنه يطهر من أوساخ الكفر ) ونحن له عابدون ( أي مطيعون ) قل ( يعني يا محمد لليهود والنصارى الذين قالوا إن دينهم خير من دينكم وأمروكم باتباعهم ) أتحاجوننا في الله ( أي أتخاصموننا وتجادلوننا في دين الله الذي أمرنا أن نتدين به والمحاجة المجادلة لأظهار الحجة، وذلك أنهم قالوا : إن ديننا أقدم من دينكم وإن الأنبياء منا وعلى ديننا فنحن أولى بالله منكم، فأمر الله تعالى المؤمنين أن يقولوا لهم : أتحاجوننا في الله ) وهو ربنا وربكم ( أي ونحن وأنتم في الله سواء فإنه ربنا وربكم ) ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم (