صفحة رقم ١٤٤
) واليوم الآخر ( وإنما ذكر الإيمان باليوم الآخر، لأن عبدة الأوثان كانوا ينكرون البعث بعد الموت ) والملائكة ( أي ومن البر الإيمان بالملائكة كلهم لأن اليهود قالوا : إن جبريل عدونا ) والكتاب ( قيل : أراد به القرآن وقيل جميع الكتب المنزلة لسياق ما بعده وهو قوله ) والنبيين ( يعني أجمع وإنما خص الإيمان بهذه الأمور الخمسة لأنه يدخل تحت كل واحد منها أشياء كثيرة مما يلزم المؤمن أن يصدق بها ) وآتى المال على حبه ( يعني من أعمال البر إيتاء المال على حبه قيل إن الضمير راجع إلى المال فالتقدير على هذا وآتى المال على حب المال
( ق ) عن أبي هريرة قال :( جاء رجل إلى النبي ( ﷺ ) فقال يا رسول الله أي الصدقة أعظم أجراً ؟ قال أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر وتأمل الغنى ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت لفلان كذا ولفلان كذا وقد كان لفلان ) قوله حتى إذا بلغت الحلقوم يعني الروح وإن لم يتقدم لها ذكر وقوله لفلان كذا هو كناية عن الموصى له وقوله وقد كان لفلان كناية عن الوارث وقيل الضمير في حبه راجع إلى الله تعالى أي وآتي المال على حب الله وطلب مرضاته ) ذوي القربى ( يعني أهل قرابة المعطي وإنما قدمهم لأنهم أحق بالإعطاء.
عن سليمان بن عامر قال قال رسول الله ( ﷺ ) :( الصدقة على المسكين صدقة وعلى ذوي الرحم ثنتان صدقة وصلة ) أخرجه النسائي
( ق ) :( إن ميمونة رضي الله عنها أعتقت وليدة ولم تستأذن النبي ( ﷺ ) فلما كان يومها الذي يدور عليها فيه قالت أشعرت يا رسول الله أني اعتقت وليدتي قال أو قد فعلت قالت نعم قال أما إنك لو أعطيتها أخوالك كان أعظم لأجرك ) الوليدة الجارية ) واليتامى ( اليتيم هو الذي لا أب له مع الصغر وقيل : يقع على الصغير والبالغ أي وآتى الفقراء من اليتامى ) والمساكين ( جمع مسكين بذلك لأنه دائم السكون إلى الناس لأنه لا شيء له ) وابن السبيل ( يعني المسافر المنقطع عن أهله سمي المسافر ابن السبيل لملازمته الطريق، وقيل هو الضيف ينزل بالرجل لأنه إنما وصل إليه من السبيل وهو الطريق قول والأول أشبه لأن ابن السبيل اسم جامع جعل للمسافر ) والسائلين ( يعني الطالبين المستطعمين.
عن علي بن أبي طالب أن رسول الله ( ﷺ ) قال :( للسائل حق ولو جاء على فرس ) أخرجه أبو داود عن زيد بن أسلم أن رسول الله


الصفحة التالية
Icon