صفحة رقم ١٥٧
أيام الشهر
( ق ) عن ابن عمر أن رسول الله ( ﷺ ) قال :( الشهر تسع وعشرون ليلة فلا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى ترون فإن غم عليكم فاقدروا له، وفي رواية فأكملوا العدة ثلاثين ) ) ولتكبروا الله ( فيه قولان أحدهما أنه تكبير ليلة العيد، قال ابن عباس : حق على المسلمين إذا رأوا إهلال شوال أن يكبروا.
وقال الشافعي : واجب إظهار التكبير في العيدين، وبه قال مالك وأحمد وأبو يوسف ومحمد وقال أبو حنيفة : لا يكبر في عيد الفطر ويكبر في عيد الضحى حجة الشافعي ومن وافقه قوله تعالى ) ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ( قالوا : معناه ولتكملوا عدة صوم رمضان ولتكبروا الله على ما هداكم إلى آخر هذه العبادة القول الثاني في معنى قوله ولتكبروا الله، أي ولتعظموا الله شكراً على ما أنعم به عليكم ووفقكم للقيام بهذه العبادة ) على ما هداكم ( أي أرشدكم إلى طاعته وإلى ما يرضى به عنكم ) ولعلكم تشكرون ( الله على نعمه.
فصل : في فضل شهر رمضان وفضل صيامه
( ق ) عن أبي هريرة عن النبي ( ﷺ ) قال :( إذا دخل شهر رمضان صفدت الشياطين وفتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار ) الصفد الغل أي شدت بالأغلال
( ق ) عن النبي ( ﷺ ) قال :( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه.
ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) قوله إيماناً واحتساباً أي طلباً لوجه الله تعالى وثوابه وقيل إيماناً بأنه فرض عليه، واحتساباً ثوابه عند الله وقيل : معناه نية وعزيمة وهو أن يصوم على التصديق به والرغبة في ثوابه طيبة بها نفسه غير كارهة
( ق ) عن أبي هريرة أن النبي ( ﷺ ) قال :( كل عمل ابن آدم له يضاعف الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله تعالى :( إلاّ الصوم فإنه لي وأنا أجزي به يدع شهوته وطعامه من أجلي، للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فم الصائم عند الله أطيب من ريح المسك ( زاد في رواية ) والصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث يومئذٍ ولا يصخب فإن شتمه أحد أو قاتله فليقل إني صائم ( قوله : كل عمل ابن آدم له معناه أن له فيه حظاً لاطلاع الخلق عليه إلاّ الصوم فإنه لا يطلع عليه أحد وإنما خص الصوم بقوله تعالى لي وإن كانت جميع الأعمال الصالحة له وهو يجزى عليها لأن الصوم لا يظهر من ابن آدم بقول ولا فعل