صفحة رقم ١٧٠
يعبد من دونه شيء ) فإن انتهوا ( يعني عن القتال وقيل عن الشرك والكفر ) فلا عدوان ( أي فلا سبيل ) إلاّ على الظالمين ( قاله ابن عباس فعلى القول الأول تكون الآية منسوخة بآية السيف وعلى القول الآخر الآية محكمة.
وقيل : معناه فلا تظلموا إلاّ الظالمين، سمي جزاء الظالمين ظلماً على سبيل المشاكلة، وسمي الكافر ظالماً لوضعه العبادة في غير موضعها.
البقرة :( ١٩٤ ) الشهر الحرام بالشهر...
" الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين " ( قوله عز وجل :( الشهر الحرام بالشهر الحرام ( نزلت في عمرة القضاء وذلك أن النبي ( ﷺ ) خرج معتمراً في ذي القعدة سنة ست من الهجرة فصده المشركون عن البيت بالحديبية فصالح أهل مكة على أن ينصرف عامة ذلك ويرجع من قابل فيقضي عمرته فانصرف رسول الله ( ﷺ ) ثم رجع في ذي القعدة سنة سبع فقضى عمرته وذلك قوله تعالى :( الشهر الحرام ( يعني ذا القعدة الذي دخلتم فيه مكة وقضيتم عمرتكم ) بالشهر الحرام ( الذي صددتم فيه عن البيت ) والحرمات ( جمع حرمة وإنما جمعت لأنه أراد حرمة الشهر وحرمة البلد وحرمة الإحرام ) قصاص ( القصاص المساواة والمماثلة وهو أن يفعل بالفاعل مثل ما فعل، والمعنى أنهم لما منعوكم عن العمرة وأضاعوا هذه الحرمات في سنة ست، فقد وفقتم حتى قضيتموها على رغمهم في سنة سبع.
وقيل : هذا في القتال، ومعناه : فإن بدؤوكم بالقتال في الشهر الحرام فاقتلوهم فيه فإنه قصاص ) فمن اعتدى عليكم ( أي بالقتال ) فاعتدوا عليه ( أي فقاتلوه ) بمثل ما اعتدى عليكم ( سمي الجزاء بالاعتداء على سبيل المشاكلة ) واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين (.
البقرة :( ١٩٥ ) وأنفقوا في سبيل...
" وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين " ( قوله عز وجل :( وأنفقوا في سبيل الله ( يعني به الجهاد وذلك أن الله تعالى لما أمر بالجهاد والاشتغال به يحتاج إلى الانفاق فأمر به، والإنفاق هو صرف المال في وجوه المصالح الدينية كالإنفاق في الحج والعمرة وصلة الرحم والصدقة وفي الجهاد وتجهيز الغزاة وعلى النفس والعيال وغير ذلك مما فيه قربة لله تعالى لأن كل ذلك مما هو في سبيل الله لكن إطلاق هذه اللفظة ينصرف إلى الجهاد
( خ ) عن أبي هريرة أن رسول الله ( ﷺ ) قال :( من احتبس فرساً في سبيل الله إيماناً واحتساباً لله وتصديقاً بوعده فإن شبعه وريه وروثه وبوله في ميزانه يوم القيامة ) يعني حسنات.
عن خريم بن فاتك قال : قال رسول الله ( ﷺ ) :( من أنفق نفقة في سبيل الله كتب الله له سبعمائة ضعف ) أخرجه