صفحة رقم ١٨
أصله ولاه فأبدلت الواو همزة سمي بذلك لأنن كل مخلوق واله نحوه إما بالتخييرأو بالإرادة ومن هذا قيل الله محبوب كل الأشياء يدل عليه ' وإن من شيء إلا يسبح بحمده ومن خصائص هذا الاسم أنك إذا حذفت منه شيئا بقى الباقي يدل عليه فإن حذف الألف بقى الله وإن حذفت اللام وأثبت الألف بقى إله وإن حذفتها بقى له وإن حذفت الألف واللامين معا بقى هو والواو عوض عن الضمة وذهب بعضهم إلى أن هذا الاسم هو الاسم الأعظم لأنه يدل على الذات وباقي الأسماء تدل على الصفات ( الرحمن الرحيم ) قال ابن عباس هما اسمان رقيقان أحدهما أرق ذكر أحدهما بعد الآخر تطميعا لقلوب الراغبين إليه وقيل الرحمن فيه معنى العموم والرحيم فيه معنى الخصوص فالرحمن بمعنى الرزاق في الدنيا وهو على العموم لكافة الخلق المؤمن والكافر والرحيم بمعنى الغفور الكافي للمؤمنين في الآخرة فهو على الخصوصو ولذلك قيل رحمن الدنيا ورحيم الآخرة ورحمة الله إرادة الخير والإحسان لأهله وقيل هي ترك عقوبة من يستحق العقاب وإسداء الخير والإحسان إلى من لا يستحق فهو على الأول صفة ذات وعلى الثاني صفة فعل، وقيل الرحمن يكشف الكروب والرحيم يغفر الذنوب، وقيل الرحمن بتيين الطريق والرحيم بالعصمة والتوفيق

فصل : في حكم البسملة


وفيه مسئلتان ( الأولى ) في كون البسملة الفاتحة وغيرها من السور سوى سورة براءهة.
اختلف العلماء في ذلك، فذهب الشافعي وجماعة من العلماء إلى أنها آية من الفاتحة ومن كل سورة ذكرت في أولها سوى سورة براءة وهو قول ابن عباس وبن عمر وأبي هريرة وسعيد بن جبير وعطاء وابن المبارك وأحمد في إحدى الروايتين عنه وإسحاق ونقل البيهقي هذا القول عن علي بن أبي طالب والزهري والثوري ومحمد بن كعب وذهب الأوزاعي ومالك وأبو حنيفة إلى أن البسملة ليست بآية من الفاتحة زاد أبو داود ولا من غيرها من السور وإنما هي بعض آية في سورة النمل وإنما كتبت للفضل والتبرك قال مالك ولا يستفتح بها في الصلاة المفروضة، وللشافعي قول إنها من أوائل ليست من أوائل السور مع القطع بأنها من الفاتحة فأما حجة من منعه كون البسملة آية من الفاتحة ومن غيرها فحديث أنس المشهور النخرج في الصحيحين وحديث عائشة قالت ' كان رسول الله ( ﷺ ) يفتتح الصلاة بالتكبير والقراءة بالحمد لله رب العالمين قالوا ولأن أ، ل ما نزل به جبريل ' اقرأ باسم ربك الذي خلق ' ولم يذكر البسملة في أولها فدل على أنها ليست منها قالوا ولأن محل القرآن لا يثبت إلا بالتواتر والاستفاضة ولأن الصحابة أجمعوا على عدد كثير من السور منها سورة الملك ثلاثون آية وسورة الكوثر ثلاث آيات وسورة الإخلاص أربع آيات فلو كانت البسملة منها لكانت خمسا وأما حجة من ذهب إلى إثباتها في أوائل السور من جهة النقل فقد صح عن أم سلمة ' أن النبي ( ﷺ ) قرأ البسملة في اول الفاتحة في الصلاة وعدها آية منها ' وعن ابن


الصفحة التالية
Icon