صفحة رقم ٢٠٩
بذلك كثيراً فعلم أنه لو منعهم من الخمر دفعه واحدة لشق ذلك عليهم فلا جرم استعمل هذا التدريج وهذا الرفق.
قال أنس : حرمت الخمر ولم يكن يومئذٍ للعرب عيش أعجب منها وما حرم عليهم شيء أشد من الخمر
( ق ) عن أنس قال : ما كان لنا خمر غير فضيخكم وإني لقائم أسقي أبا طلحة وأبا أيوب وفلاناً وفلاناً إذ جاء رجل، فقال : حرمت الخمر فقالوا : أهرق هذه القلال يا أنس فما سألوا عنها ولا راجعوها بعد خبر هذا الرجل.
الفضيخ بالضاد والخاء المعجمتين شراب يتخذ من بسر مطبوخ والمفضوخ المشدوخ والمكسور والإهراق الصب والقلال جمع قلة وهي الجرة الكبيرة.
فصل : في تحريم الخمر ووعيد من شربها
أجمعت الأمة على تحريم الخمر، وأنه يحد شاربها ويفسق بذلك مع اعتقاد تحريمها فإن استحل كفر بذلك ويجب قتله
( ق ) عن ابن عمر أن رسول الله ( ﷺ ) قال :( كل مسكر خمر وكل مسكر حرام ومن شرب الخمر في الدنيا، ومات وهو يدمنها ولم يتب منها لم يشربها في الآخرة ) لفظ مسلم ( م ) عن جابر :( أن رجلاً قدم من جيشان وجيشان من اليمن فسأل النبي ( ﷺ ) يشربونه بأرضهم من الذرة يقاله له : المزر.
فقال رسول الله ( ﷺ ) : أو مسكر هو ؟ قال : نعم.
قال رسول الله ( ﷺ ) :( كل مسكر حرام وإن على الله عهداً لمن يشرب المسكر أن يسقيه من طينة الخبال.
قالوا : وما طينة الخبال يا رسول الله.
قال : عرق أهل النار أو عصارة أهل النار ( وعن ابن عباس أن رسول الله ( ﷺ ) قال :( كل مسكر خمر وكل مسكر حرام ومن شرب مسكراً بخست صلاته أربعين صباحاً فإن تاب تاب الله عليه فإن عاد الرابعة كان حقاً على الله أن يسقيه من طينه الخبال.
قيل : وما طينة الخبال يا رسول الله قال : صديد أهل النار ( أخرجه أبو داود.
عن عبدالله بن عمرو بن العاص أن رسول الله ( ﷺ ) قال :( من شرب الخمر فجعلها في بطنه لم تقبل منه صلاة سبعاً وإن مات فيها مات كافراً فإن أذهبت عقله عن شيء من الفرائض.
وفي رواية عن القرآن لم تقبل صلاته أربعين يوماً وإن مات فيها مات كافراً ( أخرجه النسائي.
عن عثمان بن عفان قال : اجتنبوا الخمر فإنها أم الخبائث فإنه والله لا يجتمع الإيمان وإدمان الخمر إلاّ يوشك أن يخرج أحدهما صاحبه أخرجه النسائي موقوفاً عليه وفيه قصة عن أنس قال لعن رسول الله ( ﷺ ) في الخمر عشرة عاصرها ومعتصرها وشاربها وساقيها وحاملها والمحمولة إليه وبائعها ومبتاعها وواهبها وآكل ثمنها أخرجه الترمذي.
فصل : في أحكام تتعلق بالخمر
وفيه مسائل : الأولى في ماهيتها : قال الشافعي : الخمرة عبارة عن عصير العنب النيء الشديد الذي قذف بالزبد وكذلك نقيع الزبيب والتمر المتخذ من العسل والحنطة والشعير والأرز والذرة، وكل ما أسكر فهو خمر، وقال أبو حنيفة : الخمر من