صفحة رقم ٢١٥
المشركات حتى يؤمن يعني مشركات العرب اللاتي ليس فيهن كتاب يقرأنه.
وبيان هذا في مسألة وهي أن لفظ الشرك على من يطلق ؟ فالأكثرون من العلماء وهو القول الصحيح المختار أن لفظ الشرك يندرج فيه أهل الكتاب من اليهود والنصارى وكذلك عبدة الأصنام والمجوس وغيرهم.
ويدل على أن اليهود والنصارى يطلق عليهم اسم الشرك.
قوله تعالى :( وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ( " ثم قال تعالى :( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا ليعبدوا إلهاً واحداً لا إله إلاّ هو سبحانه عما يشركون ( " فهذه الآية صريحة في شرك اليهود والنصارى وقيل : كل من كفر بالنبي ( ﷺ ) وإن زعم أن الله تعالى واحد فهو مشرك وذلك ان من كفر بالنبي ( ﷺ ) مع صحة نبوته، وظهور معجزاته فقد زعم أن ما أتى به النبي ( ﷺ )، هو من عند غير الله فقد أشرك مع الله غيره فعلى هذا القول أيضاً يدخل فيه اليهود والنصارى لإنكارهم نبوة محمد ( ﷺ ).
وقيل : إن اسم الشرك لا يتناول إلاّ عبدة الأوثان فقط والأول أصح لما تقدم من الأدلة فعلى قول من قال : إن اسم الشرك لا يتناول إلا الوثنيات تكون الآية محكمة وعلى قول الأكثرين أن اسم الشرك يتناول الوثنيات والكتابيات وغيرهن تكون الآية محكمة في حق الوثنيات منسوخة في حق الكتابيات وقوله تعالى :( ولأمة مؤمنة خير ( يعني أنفع وأصلح وأفضل ) من مشركة ( يعني حرة ) ولو أعجبتكم ( يعني بجمالها ومالها ونسبها فالأمة المؤمنة خير وأفضل عند الله من الحرة المشركة، نزلت في خنساء وليدة كانت لحذيفة بن اليمان فقال : يا خنساء قد ذكرت في الملأ الأعلى على سوادك ودمامتك ثم أعتقها وتزوجها.
وقيل : نزلت في عبدالله بن رواحة كانت عنده أمة سوداء فغضب عليها يوماً فلطمها، ثم فزع فأتى النبي ( ﷺ ) فأخبره : فقال : وما هي يا عبدالله قال : هي تشهد أن الله لا إله إلاّ وأنك رسول الله وتصوم رمضان وتحسن الوضوء وتصلي.
فقال : هذه أمة مؤمنة.
قال عبدالله : فوالذي بعثك بالحق لأعتقنها ولأتزوجنها ففعل فطعن عليه ناس من المسلمين فقالوا أتنكح أمة وعرضوا عليه حرة مشركة فأنزل الله هذه الآية :( ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ( هذا خطاب لأولياء المرأة أي لا تزوجوا المسلمة من المشركين.
حرم على المؤمنات أن ينكحن مشركين من أي أصناف الشرك كان، وانعقد الإجماع على أنه لا يجوز للمسلمة أن تتزوج ) ولعبد مؤمن خير من مشرك ( يعني حراً ) ولو أعجبكم ( بحسنه وماله وجماله ) أولئك يدعون إلى النار ( يعني يدعون إلى الشرك الذي يؤدي إلى النار ) والله يدعو إلى الجنة والمغفرة ( يعني أنه تعالى بين هذه الأحكام وأباح بعضها، وحرم بعضها، فاعملوا بما أمركم به، وانتهوا عما نهاكم عنه فإن من عمل بذلك استحق الجنة والمغفرة ) بإذنه ( أي بتسير الله وإرادته وتوفيقيه ) ويبين آياته للناس ( أي يوضح أدلته وحججه في أوامره ونواهيه وأحكامه ) لعلهم يتذكرون ( أي فيتعظون.
البقرة :( ٢٢٢ ) ويسألونك عن المحيض...
" ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين " ( قوله عز وجل :( ويسألونك عن المحيض ( ( م ) عن أنس أن اليهود كانوا إذا حاضت المرأة فيهم لم يؤاكلوها، ولم يجامعوها في البيوت فسأل أصحاب رسول الله ( ﷺ ) النبي ( ﷺ ) فأنزل الله عز وجل :( ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ( الآية فقال رسول الله ( ﷺ ) :( اصنعوا كل شيء إلاّ النكاح ) فبلغ ذلك اليهود فقالوا ما يريد هذا الرجل أن يدع من أمرنا