صفحة رقم ٢٦٥
الجوهرة : رد على الوديعة فقال صاحبه ما أعرف لك عندي وديعة فإن كنت صادقاً فتناول السلسلة فتناولها بيده وقال للمنكر قم أنت أيضاً فتناولها فقال لصاحب الجوهرة أمسك عكازتي فأخذها الرجل منه وقام المنكر إلى السلسلة وقال : اللهم إن كنت تعلم أن الوديعة التي يدعيها قد وصلت إليه فقرب السلسلة مني ومد يده فتناولها فعجب القوم من ذلك وشكوا فيها فأصحبوا وقد رفع الله السلسلة.
قوله تعالى :( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض ( يعني ولو أن الله يدفع ببعض الناس وهم أهل الإيمان والطاعة بعضاً وهم أهل الكفر والمعاصي قال ابن عباس ولولا دفع الله بجنوده المسلمين لغلب المشركون على الأرض فقتلوا المؤمنين وخربوا المساجد والبلاد وقيل معناه ولو دفع الله بالمؤمنين والأبرار عن الكفار والفجار ) لفسدت الأرض ( يعني لهلكت بمن فيها ولكن الله يدفع بالمؤمن عن الكافر وبالصالح عن الفاجر روى أحمد بن حنبل عن ابن عمر قال : قال رسول الله ( ﷺ ) :( إن لله ليدفع بالمسلم الصالح عن مائة أهل بيت من جيرانه البلاء ) ثم قرأ ) ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ( ) ولكن الله ذو فضل على العالمين ( يعني إن دفع الفساد بهذا الطريق إنعام وإفضال عم الناس كلهم.
البقرة :( ٢٥٢ - ٢٥٣ ) تلك آيات الله...
" تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق وإنك لمن المرسلين تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد " ( ) تلك آيات الله ( يعني القصص التي اقتصها من حديث الألوف وإماتتهم وإحيائهم وتمليك طالوت وإظهاره بالآية وهي التابوت وإهلاك الجبابرة على يد صبي ) نتلوها عليك بالحق ( أي باليقين الذي لا يشك فيه أهل الكتاب لأنه في كتبهم ) وإنك لمن المرسلين ( يعني حيث تخبر بهذه الأخبار العجيبة والقصص القديمة من غير أن تعرف بقراءة كتاب ولا سماع أخبار فدل ذلك على أنك من المرسلين وأن الذي تخبر به وحي من الله تعالى.
قوله عز وجل :( تلك الرسل ( يعني جماعة الرسل الذين تقدم ذكرهم في هذه السورة ) فضلنا بعضهم على بعض ( فيه دليل على زوال الشبهة لمن أوجب التسوية بين الأنبياء في الفضيلة لاستوائهم في القيام بالرسالة وأجمعت الأمة على أن الأنبياء بعضهم أفضل من بعض وأن نبينا محمد ( ﷺ ) أفضلهم لعموم رسالته وهو قوله تعالى :( وما أرسلناك إلاّ كافة للناس بشيراً ونذيراً ( ) منهم ( أي من الرسل ) من كلم الله ( أي كلمة الله وهو موسى عليه السلام ) ورفع بعضهم درجات ( يعني محمداً صلى الله


الصفحة التالية
Icon