صفحة رقم ٣٢١
الجمل من الحروف المقطعة في أوائل السور.
وقيل : هم المنافقون وقيل : هم الخوارج وكان قتادة يقول : إن لم يكونوا الحرورية والسبئية فلا أدري من هم.
وقيل هم جميع المبتدعة ) فيتبعون ما تشابه منه ( يعني يحيلون المحكم على المتشابه والمتشابه على المحكم، ويقولون : ما بال هذه الاية عمل بها كذا وكذا ثم نسخت.
وقيل كل من احتج لباطله بالمتشابه فهو المعنى بهذه الاية.
( ق ) عن عائشة رضي الله عنها قالت :( تلا رسول الله ( ﷺ ) :( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات إلى وما يذكر إلاّ أولو الألباب ( فقال :( إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سماهم الله فاحذروهم ) وقوله تعالى :( ابتغاء الفتنة ( أي طلب الشرك والكفر.
وقيل : طلب الشبهات واللبس ليضلوا بها جهالهم وقيل : طلب إفساد ذات البين ) وابتغاء تأويله ( أي تفسيره.
وأصل التأويل في اللغة : المرجع والمصير تقول : آل الأمر إلى كذا إذا رجع إليه وتسمى العاقبة تأويلاً لأن الأمر يصير إليه.
قال ابن عباس في قوله : وابتغاء تأويله أي طلب بقاء ملك محمد ( ﷺ ) وقيل : المراد بهم الكفار طلبوا متى يبعثون وكيف أحياهم بعد الموت وقيل هو طلب تفسير المتشابه وعلمه ) وما يعلم تأويله إلاّ الله ( يعني تأويل المتشابه وقيل : لا يعلم انقضاء ملك هذه الأمة إلاّ الله تعالى لأن انقضاء ملكها مع قيام الساعة.
ولا يعلم ذلك إلاّ الله وقيل : يجوز أن يكون للقرآن تأويل استأثر الله بعلمه ولم يطلع عليه أحداً من خلقه كعلم قيام الساعة ووقت طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدجال، ونزول عيسى ابن مريم، وعلم الحروف المقطعة، وأشباه ذلك مما استأثر الله بعلمه فالإيمان به واجب وحقائق علومه مفوضة إلى الله تعالى، وهذا قول أكثر المفسرين وهو مذهب ابن مسعود وابن عباس في رواية عنه، وأبي كعب وعائشة وأكثر التابعين فعلى هذا القول تم الكلام عند قوله :( إلاّ الله ( فيوقف عليه ثم ابتدأ فقال عز من قائل ) والراسخون في العلم ( أي الثابتون في العلم وهم الذين أتقنوا علمهم بحيث لا يدخل في علمهم شك ) يقولون آمنا به ( قال ابن عباس : سماهم راسخين في العلم بقولهم آمنا به


الصفحة التالية
Icon