صفحة رقم ٣٣٠
لكم الإسلام ديناً } " وفيه رد على اليهود والنصارى وذلك لما ادعت اليهود أنه لا دين أفضل من اليهودية، وادعت النصارى أنه لا دين أفضل من النصرانية رد الله عليهم ذلك فقال : إن الدين عند الله الإسلام.
وقرئ أن الدين بفتح الهمزة رداً على أن الأولى والمعنى شهد الله أنه لا إله إلاّ هو، وشهد أن الدين عند الله الإسلام، وأصل الدين في اللغة الجزاء.
يقال كما تدين تدان ثم صار اسماً للملة والشريعة، ومعناه الانقياد للطاعة والشريعة، قال الزجاج الدين اسم لجميع ما تعبد الله به خلقه وأمرهم بالإقامة عليه، والإسلام هو الدخول في السلم وهو والاستسلام والانقياد والدخول في الطاعة.
وروى البغوي بسند الثعلبي عن غالب القطان قال : أتيت الكوفة في تجارةٍ فنزلت قريباً من الأعمش فكنت أختلف إليه فلما كان ذات ليلة أردت أن أنحدر إلى البصرة قام من الليل يتهجد فمر بهذه الآية ) شهد الله أنه لا إله إلاّ هو والملائكة وأولو العلم قائماً بالقسط لا إله إلاّ هو العزيز الحكيم } " قال الأعمش : وأنا أشهد بما شهد الله به وأستودع الله هذه الشهادة وهي لي عند الله وديعة إن الدين عند الله الإسلام قالها مراراً.
قلت : سمع فيها شيئاً فصليت الصبح معه وودعته ثم قلت له : إني سمعتك ترددهما فما بلغك فيها ؟ قال : والله لا أحدثك فيها إلى سنة فكتبت على بابه ذلك اليوم وأقمت سنة، فلما مضت السنة قلت : يا أبا محمد قد مضت السنة فقال : حدثني أبو وائل عن عبدالله قال : قال رسول الله ( ﷺ ) : يجاء بصاحبها يوم القيامة.
فيقول الله عز وجل : إن لعبدي هذا عندي عهداً وأنا أحق من وفى بالعهد أدخلوا عبدي الجنة.
قوله عز وجل ( وما اختلف الذين أتوا الكتاب ) قال الكلبي نزلت في اليهود والنصارى حين تركوا الإسلام والمعنى ما اختلف الذين أتوا الكتاب في نبوة محمد ( ﷺ ) ( إلا من بعد ما جاءهم العلم ) يعني بيان نعته وصفته في كتبهم وقال الربيع أن موسى عليه السلام لما حضره الموت دعا سبعين رجلا من خيار بني إسرائيل وأودعهم التوراة واستخلف يوشع بن نون فأما مضى القرن الأول والثاني والثالث وقعت الفرقة والاختلاف وذلك بعد ما جاءهم العلم يعني بيان ما في التوراة من الأحكام ( بغيا بينهم ) أي طلبا بينهم للملك والرياسة فسلط الله