صفحة رقم ٣٣١
عليهم الجبابرة وقيل نزلت ي نصارىة نجران ومعناه وما اختلف الذين أتوا الكتاب يعني الإنجيل واختلافهم كان في أمر عيسى عليه الصلاة والسلام وما ادعوا فيه من الإلهية إلا من بعد ما جاءهم العلم يعني بأ، الله تعالى واحد أحد وأن عيسى عبده ورسوله بغيا بينهم يعني المعاداة والمخالفة ( ومن يكفر بآيات الله فإ، الله سريع الحساب ) فيه وعيد وتهديد لمن أصر على الكفر من اليهو د والنصارى الذين حجدوا نبوة محمد ( ﷺ ) قوله عز وجل ( فإن حاجوك ) أي خاصموك يا محمد في الدين وذلك أن اليهود والنصارى قالوا لسنا على ما سميتنا به يا محمد إنما اليهودية والنصرانية نسب والدين هو الإسلام ونحن عليه فأمر الله عز وجل نبيه محمد ( ﷺ ) أن يحتج عليهم أتبع أمر الله الذي هم يقرون به بقوله ( فقل أسلمت وجهي لله ) أي انقدت له بقلبي ولساني وجميع جوارحي وإنما خص الوجه بالذكر لأنه أشرف الجوارح الإنسان الظاهرة إذا خضع وجهه لشيء فقد خضع له سائر جوارحه وقيل أراد بالوجه العمل أي خلصت عملي لله وقصدت بعبادتي الله ( ومن اتبعن ) يعني ومن أسلم كما أسلمت أنا ( وقل للذين أوتوا الكتاب ) يعني اليهود والنصارى ( والأميين ) يعني مشركي العر ب ( أأسلمتم ) لفظة استفهام ومعناه أمر أي أسلموا ( فإن أسلموا فقد اهتدوا ) يعني إلى الفوز والنجاة يفي الآخرة فلما قرأ رسول الله صلى الله علي ه وسلم هذه الآية على أهل الكتاب قالوا أسلمنا فقال اليهود أتشهدون أن موسى كليم الله وعبده ورسوله فقالوا معاذ الله وقال للنصارى أتشهدون بأن عيسى كلمة الله وعبده ورسوله فقالوا معاذ الله أن يكون عيسى عبدا قال الله تعالى ( وإن تولوا ) أي أعرضوا ( فإنما عليك البلاغ ) ىيعني تبليغ الرسالة وليس عندك هدايتهم واختلف علماء الناسخ والمنسوخ في الآية فذهب طائفة إلى أنها محكمة والمراد بها تسلية النبي ( ﷺ ) لأنه كان يحرص على إيمانهم ويتألم لتركهم الإجابة وذهب طائفة إلى أنها منسوخة بآية السيف لأن المراد بها الاقتصار على التبليغ وهذا منسوخ بآية السيف ( والله بصير بالعباد ) يعني أنه تعالى عالم بمن يؤمن وبمن لا يؤمن.
قوله عز وجل ( إن الذين يكفرون بآيات الله ) يعني يجحدون القرآن وينكرونه وهم اليهود والنصارى ( ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس ) كان أ، بياء بني إسرائيل يأتيهم الوحي ولم يكن