صفحة رقم ٣٣٢
يأتيهم كتاب لأنهم كانوا ملتزمين بأحكام التوراة فكانوا يذكرون قومهم فيقتلونهم فيقوم رجال ممن آمن بهم وصدقهم فيذكرونهم ويأمرونهم بالمعروف وينهونهم عن المنكر فيقتلونهم أيضافهم الذين يأمرون بالقثسط يعني بالعدل من الناس روى البغوي بسند الثعلبي عن أ [ ي عبيدة بن الجراح قال : قلت يا رسول الله أي الناس أشد عذابا يوم القيامة وقال رجل قتل نبيا أو رجلا أمر بالمعروف ونهى عن النمكر ثم قرأ رسول الله ( ﷺ ) ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس إلى أن ينتهي إلى قوله وما لهم من ناصرين ثم قال رسول الله ( ﷺ ) : يا أبا عبيدة قتلت بنو إسرائيل ثلاثة وأربعين نبياً من أول النهار في ساعة واحدة، فقام مائة واثنا عشر رجلاً من عباد بني إسرائيل فأمروا من قتلهم بالمعروف ونهوهم عن المنكر فقتلوهم جميعاً من آخر النهار في ذلك اليوم فهم الذين ذكرهم الله في كتابه وأنزل الآية فيهم ( ) فبشرهم بعذابٍ أليم ( إنما دخلت الفاء في قوله فبشرهم مع أنه خبر إن لأنه في معنى الجزاء والتقدير من كفر فبشرهم بعذاب أليم يوم القيامة، وهذا محمول على الاستعارة وهو أن إنذار الكفار بالعذاب قام مقام بشرى المحسنين بالثواب، وفي هذه الاية توبيخ لليهود الذين كانوا في زمن رسول الله ( ﷺ ) وإن كان أسلافهم الذين قتلوا الأنبياء لأنهم رضوا بفعلهم ) أولئك الذين حبطت ( أي بطلت ) أعمالهم في الدنيا والآخرة ( وبطلان العمل هو أن لا يقبل في الدنيا ولا يجازى عليه في الآخرة ) وما لهم من ناصرين ( يعني يمنعونهم من العذاب.
قوله عز وجل :( ألم تر إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب ( أنزلت في اليهود ) يدعون إلى كتاب الله ( يعني القرآن، وذلك أن اليهود دعوا إلى حكم القرآن فأعرضوا عنه ؟ قال ابن عباس : إن الله جعل القرآن حكماً فيما بينهم وبين رسول الله ( ﷺ )، فحكم القرآن على اليهود والنصارى أنهم على غير الهدى فأعرضوا عنه.
وروي عن ابن عباس أيضاً أن رسول الله ( ﷺ ) دخل بيت المدارس على جماعة من اليهود فدعاهم إلى الله عز وجل فقال له نعيم بن عمرو والحارث بن زيد على أي دين أنت يا محمد ؟ فقال : على ملة إبراهيم.
قال : إن إبراهيم كان يهودياً فقال رسول الله ( ﷺ ) :( هلموا إلى التوراة فهي بيننا وبينكم ) فأبينا عليه فأنزل الله الآية.
فعلى هذا القول يكون المراد بكتاب الله التوراة.
وروي عنه أيضاً