صفحة رقم ٣٣٣
أن رجلاً وامرأة من أهل خيبر زنيا وكان في كتابهم الرجم فكرهوا رجمهما لشرفهما فيهم فرفعوا أمرهما إلى رسول الله ( ﷺ ) روجوا أن تكون عنده رخصة فحكم عليهما بالرجم.
فقال النعمان بن أوفى وبحري بن عمرو : جرت عليهما يا محمد وليس عليهما الرجم.
فقال رسول الله ( ﷺ ) :( بيني وبينكم التوراة ) فقالوا : قد أنصفت.
فقال من أعلمكم بالتوراة ؟ فقالوا رجل أعور يقال له عبدالله بن صوريا يسكن فدك فأرسلوا إليه فقدم المدينة وكان جبريل قد وصفه للنبي ( ﷺ ) فقال له رسول الله ( ﷺ ) :( أأنت ابن صوريا ؟ قال : نعم قال : أنت أعلم اليهود بالتوراة.
قال : كذلك يزعمون ) فدعا رسول الله ( ﷺ ) بالتوراة وقال له : اقرأ فقرأ فلما أتى على آية الرجم وضع يده عليها وقرأ ما بعدها فقال عبدالله بن سلام : يا رسول الله قد جاوزها ثم قام ورفع كفه عنها وقرأها على رسول الله ( ﷺ ) وعلى اليهود وفيها : أن المحصن والمحصنة إذا زنيا وقامت عليهما البينة رجماً، وإن كانت المرأة حبلى تربص بها حتى تضع ما في بطنها، فأمر رسول الله ( ﷺ ) باليهودية فرجما فغضبت اليهود لذلك فأنزل الله عز وجل :( ألم تر إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب ( يعني علمهم الذي علموه من التوراة يدعون إلى كتاب الله يعني القرآن أو التوراة على اختلاف الروايتين ) ليحكم بينهم ( أي ليقضي بينهم وإضافة الحكم إلى الكتاب هو على سبيل المجاز ) ثم يتولى فريق منهم ( يعني الرؤساء والعلماء ) وهم معرضون ( يعني عن الحق وقيل الذين تولوا هم العلماء، والذين أعرضوا هم الأتباع.
آل عمران :( ٢٤ - ٢٦ ) ذلك بأنهم قالوا...
" ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودات وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون فكيف إذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه ووفيت كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير " ( ) ذلك بأنهم ( يعني التولي والإعراض إنما حصل بسبب أنهم ) قالوا لن تمسنا النار إلا أياماً معدودات ( تقدم تفسيره في سورة البقرة ) وغرّهم ( أي وأطمعهم ) في دينهم ما كانوا يفترون ( أي يحلفون ويكذبون قيل : هو قولهم نحن أبناء الله وأحباؤه وقيل : هو قولهم : لن تمسنا النار إلاّ أياماً معدودات وقيل غرهم قولهم نحن على الحق وأنتم على الباطل ) فكيف إذا جمعناهم ( أي فكيف يكون حالهم إذا جمعناهم ) ليوم ( أي في يوم ) لا ريب فيه ووفيت كل نفس ما كسبت ( أي لا شك فيه أنه كائن وواقع وهو يوم القيامة، وفيه تهديد لهم واستعظام لما أعد لهم في ذلك اليوم، وأنهم يقعون فيما لا حيلة لهم فيه وإن ما حدثوا به أنفسهم وسهلوه عليها تعلل بباطل وطمع فيما لا يكون ولا يحصل لهم.
قيل : إن أول راية ترفع لأهل الموقف من رايات الكفار راية اليهود تفضحهم على رؤوس الأشهاد ثم يؤمر بها إلى النار ) وهم لا يظلمون ( أي لا ينقص من حسناتهم إن كانت لهم حسنة ولا يزداد على سيئاتهم.
قوله عز وجل :( قل اللّهم مالك الملك ( قال قتادة : ذكر لنا أن نبي الله


الصفحة التالية
Icon