صفحة رقم ٣٤
) ولهم عذاب أليم ( أي مؤلم يخلص وجعه إلى قلوبهم ) بما كانوا يكذبون ( أي بتكذيبهم الله ورسوله في السر، وقرئ بالتخفيف أي بكذبهم إذ قالوا آمنا وهم غير مؤمنين ) وإذا قيل لهم ( يعني المنافقين وقيل اليهود والمعنى إذا قال لهم المؤمنون ) لا تفسدوا في الأرض ( أي بالكفر وتعويق الناس عن الإيمان بمحمد ( ﷺ ) وبالقرآن ) قالوا إنما نحن مصلحون ( يعني يقولونه كذباً ) ألا ( كلمة تنبيه ينبه بها المخاطب ) إنهم هم المفسدون ( يعني في الأرض بالكفر وهو أشد الفساد ) ولكن لا يشعرون ( وذلك لأنهم يظنون إن ما هم عليه من النفاق وإبطان الكفر صلاح وهو عين الفساد.
وقيل لا يشعرون ما أعد الله لهم من العذاب ) وإذا قيل لهم ( يعني المنافقين وقيل اليهود ) آمنوا كما آمن الناس ( يعني المهاجرين والأنصار.
وقيل عبدالله بن سلام وأصحابه من مؤمني أهل الكتاب، والمعنى أخلصوا في إيمانكم كما أخلص هؤلاء في إيمانهم لأن المنافقين كانوا يظهرون الإيمان ) قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء ( أي الجهال.
فإن قلت كيف يصح النفاق مع المجاهرة بقولهم : أنؤمن كما آمن السفهاء.
قلت كانوا يظهرون هذا القول فيما بينهم لا عند المؤمنين فأخبر الله نبيه ( ﷺ ) والمؤمنين بذلك فرد الله ذلك عليهم بقوله ) ألا إنهم هم السفهاء ( يعني الجهال.
وأصل السفه خفة العقل ورقة العلم وإنما سمى الله المنافقين سفهاء لأنهم كانوا عند أنفسهم عقلاء رؤساء فقلب ذلك عليهم وسماهم سفهاء ) ولكن لا يعلمون ( يعني أنهم كذلك.
قوله تعالى :( وإذا لقوا الذين آمنوا ( يعني هؤلاء المنافقين إذا لقوا المهاجرين والأنصار ) قالوا آمنا ( كإيمانكم ) وإذا خلوا ( أي رجعوا.
وقيل هو من الخلوة ) إلى ( قيل بمعنى الباء أي ب ) شياطينهم ( وقيل بمعنى مع أي مع شياطينهم والمراد بشياطينهم رؤساؤهم وكهنتهم قال ابن عباس وهم خمسة نفر : كعب بن الأشرف من اليهود بالمدينة وأبو بردة من بني أسلم، وعبد الدار في جهينة وعوف بن عامر في بني أسد وعبدالله بن السوداء


الصفحة التالية
Icon