صفحة رقم ٣٧٠
أبي رافع وكنانة بن أبي الحقيق وكعب بن الأشرف وحيي بن أخطب الذين كتموا ما عهد الله إليهم في التوراة في شأن محمد ( ﷺ ) فبدلوه وكتبوا بأيديهم غيره وحلفوا أنه من عند الله لئلا تفوتهم الرشا والمآكل التي كانوا يأخذونها من أتباعهم وسفلتهم وقيل نزلت في ادعاء اليهود الذين قالوا : إنه ليس علينا في الأميين سبيل وكتبوا ذلك بأيديهم وحلفوا أنه من عند الله وقيل نزلت في الأشعث بن قيس وخصم له.
( ق ) عن عبدالله بن مسعود أن رسول الله ( ﷺ ) قال :( من حلف على مال امرئ مسلم بغير حقه لقي الله وهو عليه غضبان ) قال عبدالله : ثم قرأ علينا رسول الله ( ﷺ ) مصداقة من كتاب الله عز وجل :( إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمناً قليلاً ( إلى آخر الآية وفي رواية :( قال من حلف على يمين صبر يقتطع بها مال امرئ مسلم لقي الله وهو عليه غضبان ) فأنزل الله تصديق ذلك ) إن الذين يشترون بعهد الله وإيمانهم ثمناً قليلاً ( الآية.
فدخل الأشعث بن قيس الكندي فقال : ما يحدثكم أبو عبد الرحمن قلنا كذا وكذا فقال صدق فيَّ نزلت كان بيني وبين رجل خصومة في بئر فاختصمنا إلى رسول الله ( ﷺ ) : فقال رسول الله ( ﷺ ) :( شاهداك أو يمينه ) قلت إنه إذا يحلف لا يبالي فقال رسول الله ( ﷺ ) :( من حلف على يمين صبر يقتطع بها مال امرئ مسلم هو فيها فاجر لقي الله وهو عليه غضبان ) ونزلت ) إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمناً قليلاً ( إلى آخر الآية.
وأخرجه الترمذي وأبو داود وقالا : إن الحكومة كانت بين الأشعث وبين رجل يهودي.
وقيل نزلت هذه الآية في رجل أقام سلعة في السوق فحلف بالله لقد أعطى بها ما لم يعطه
( خ ) عن عبدالله بن أبي أوفى :( أن رجل أقام سلعة وهو في السوق فحلف بالله لقد أعطى بها ما لم يعطه ليوقع فيها رجلاً من المسلمين فنزلت :( إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمناً قليلاً ( إلى آخر الآية.
وقيل الأقرب حمل الآية على الكل فقوله تعالى ) إن الذين يشترون بعهد الله ( يدخل فيه جميع ما أمر الله به ويدخل فيه العهود والمواثيق المأخوذة من جهة الرسل ويدخل فيه ما يلزم الرجل نفسه من عهد وميثاق فكل ذلك من عهد الله الذي يجب الوفاء به.
ومعنى إن الذين يشترون يستبدلون بعهد الله يعني الأمانة وأيمانهم يعني الكاذبة ثمناً قليلاً يعني شيئاً يسيرا من حطام الدنيا، وذلك لأن المشتري يأخذ شيئاً ويعطي شيئاً