صفحة رقم ٤١١
قول عبدالرحمن بن عوف وابن مسعود وابن عباس والزهري وقتادة والسدي والربيع وابن إسحاق، وقال الحسن ومجاهد ومقاتل : إنه يوم الأحزاب ونقل عن الحسن أيضاً أنه يوم بدر قال ابن جرير الطبري الأول أصح لقوله تعالى :( إذ همّت طائفتان منكم أن تفشلا } " وقد اتفق العلماء ان ذلك كان يوم أحد قال مجاهد والكلبي والواقدي غداً رسول الله ( ﷺ ) من منزل عائشة فمشى على رجليه إلى أحد فجعل يصف أصحابه للقتال كما يقوم القدح قال محمد بن إسحاق والسدي عن رجالهما إن المشركين نزلوا بأحد يوم الأربعاء فلما سمع رسول الله ( ﷺ ) بنزولهم استشار أصحابه ودعا عبدالله بن أبي سلول ولم يدعه قط قبلها فاستشاره فقال عبدالله بن أبيّ وأكثر الأنصار يا رسول الله أقم بالمدينة ولا تخرج إليه فوالله ما خرجنا منها إلى عدو قط إلا إلا أصاب منا ولا دخلها علينا إلا أصبنا منه فكيف وأنت فينا فدعهم يا رسول الله، فإن أقاموا أقاموا بشر مجلس وإن دخلوا قاتلتهم الرجال في وجوههم ورماهم النساء والصبيان بالحجارة من فوقهم وإن رجعوا رجعوا خائبين فأعجب رسول الله ( ﷺ ) هذا الرأي وقال بعض أصحابه يا رسول الله اخرج بنا إلى هذه الأكلب لئلا يروا انا جبنا عنهم وضعفنا وخفناهم فقال رسول الله ( ﷺ ) ( إني قد رأيت في منامي بقراً فأولتها خيراً ورأيت في ذباب سيفي ثلماً فأولتها هزيمة ورأيت أني أدخلت يدي في درع حصينة فأولتها المدينة فإن رأيتم ان تقيموا بالمدينة وتدعوهم فإن أقاموا أقاموا بشر وإن دخلوا علينا المدينة قاتلناهم فيها ) وكان رسول الله ( ﷺ ) يعجبه أن يدخلوا عليه المدينة فيقاتلهم في الأزقة فقال رجال من المسلمين ممن فاتهم يوم بدر وأكرمهم الله بالشهادة يوم أحد أخرج بنا إلى أعدائنا، فلم يزالوا برسول الله ( ﷺ ) من حبهم للقاء القوم حتى دخل رسول الله ( ﷺ ) منزله ولبس لأمته فلما رأوه قد لبس السلاح ندموا وقال بئس ما صنعنا نشير على رسول الله ( ﷺ ) والوحي يأتيه فقاموا واعتذروا إليه وقالوا : يا رسول الله اصنع ما شئت فقال رسول الله ( ﷺ ) :( لا ينبغي لنبي أن يلبس لأمته فيضعها حتى يقاتل ) وكان قد قام المشركون بأحد يوم الأربعاء والخميس وخرج رسول الله ( ﷺ ) يوم الجمعة بعد ما صلى بأصحابه الجمعة، وكان قد مات في ذلك اليوم رجل من الأنصار فصلى عليه ثم خرج عليهم فأصبح بالشعب من أحد يوم السبت للنصف من شوال سنة ثلاث من الهجرة.
وقيل كان نزوله في جانب الوادي وجعل ظهره وأصحابه إلى أحد وأمر عبدالله بن جبير على الرماة.
وقال ادفعوا عنا بالنبل حتى لا يأتونا من ورائنا وقال رسول الله ( ﷺ ) ( اثبتوا في هذا المقام فإذا عاينوكم ولوا الأدبار فلا تطلبوا المدبرين ولا تخرجوا من هذا المقام ) ولما


الصفحة التالية
Icon