صفحة رقم ٦
معاذ الجهني عن أبيه أن رسول الله ( ﷺ ) قال من قرأ القرآن وعمل به ألبس والده يوم القيامة تاجا ضوؤه أحسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا لوكانت فيكم فما ظنكم الذي عمل بهذا أخرجه أبو داود عن علي ابن أبي طالب رضي الله عنه قال قال رسول الله ( ﷺ ) من قرأ القرآن فاستظهره فأحل حلاله وحرم حرامه أدخله الله به الجنة وشفعه في عشرة من أهل بيته كلهم قد وجبت لهم النار أخرجه الترمذي وقا لحديث غريب وليس له إسناد صحيح
( ق ) عن أبي هريرة قال قال رسول الله ( ﷺ ) وما أذن الله لشيء كأذنه لنبي يتغني بالقرآن يجهر به معنى أذن في اللغة استمع ولا نحمله على الإضغاء فإنه يستحيل على الله تعالى بل هو كناية عن تقريبه قارئ القرآن وإجزال ثوابه في ذلك وذلك لأن سماع الله لا يختلف فوجب تأويل الحديث وقوله يتغنى بالقرآن أي يحسن صوته به ويكون ذلك مع تخزيم وترقيق في القراءة وقيل معناه يستغني به عن الناس والقول الأول أولى ويدل عليه سياق الحديث وهو قوله يجهر به
( خ ) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله ( ﷺ ) ليس منا من لم يتغن بالقرآن
( الفصل الثاني في وعيد من قال في القرآن برأيه من غيرعلم ووعيد من أوتي القرآن فنسيه ولن يتعهده )
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله ( ﷺ ) من قال في القرآن بغير علم فيتبوأ مقعده من النار في رواية من قال في القرآن برأيه أخرجه الترمذي وقال حديث حسن ( قوله فليتبوأ ) معناه فليتخذ له مباءة أي منزلا من النار عن جندب بن عبد الله قال قال رسول الله من قال في كتاب الله عز وجل برأيه فأصاب فقد أخطأ أخرجه أبو داود والترمذي وقال حديث غريب وسئل أبو بكر الصديق رضي الله عنه عن قوله تعالى وفاكهة وأبا فقال أي سماء تظلني وأي أرض تقلني إذا قلت في كتاب الله بغير علم قال العلماء النهي عن القول في القرآن بالرأي إنما ورد في حق من يتأول القرآن على مراد نفسه وما هو تابع هواه وهذا لا يخلو إما إن يكون عن علم أو لا فإن كان عن علم كمن يحتج ببعض آيات القرآن على تصحيح بدعته وهو يعلم أن المراد من الآية غير ذلك لكن غرضه أن يلبس على خصمه بما يقوى حجته على بدعته كما يستعمله الباطنية والخوارج وغيرهم من أهل البدع في المقاصد الفاسدة ليغروا بذلك الناس وإن كان القول في القرآن بغير علم لكن عن جهل وذلك بأن تكون الآية محتملة لوجوه فيفسرها بغير ما تحتمله من المعاني والوجوه فهذان القسمان مذمومان وكلاهما داخل في النهي والوعيد الوارد في ذلك فأما التأويل وهو صرف الآية على طريق الاستنباط إلى معنى يليق بها محتمل لما قبلها وما بعدها وغير مخالف للكتاب والسنة فقدر رخص فيه أهل العلم فإن الصحابة رضي الله عنهم وقد فسروا القرآن واختلفوا في تفسيره على وجوه ليس كل ما قالوه سمعوه من النبي ( ﷺ ) ولكن على قدر ما فهموا من القرآن تكلموا وفي معانيه وقد دعا النبي ( ﷺ ) لابن عباس فقال اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل فكان أكثر ما نقل عنه التفسير
( ق ) عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله ( ﷺ ) تعاهدوا هذا القرآن فوالذي نفس محمد بيده