صفحة رقم ٦٤
كان ينزل عليهم بلا مؤنة ولا تعب في الدنيا ولا حساب في العقبى.
البقرة :( ٥٨ - ٦٠ ) وإذ قلنا ادخلوا...
" وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون وإذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس مشربهم كلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين " ( قوله عز وجل :( وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية ( سميت قرية لاجتماع الناس فيها قال ابن عباس : هي أريحاء قرية الجبارين وقيل : كان فيها قوم من بقية عاد يقال لهم : العمالقة ورأسهم عوج بن عنق، فعلى هذا يكون القائل يوشع بن نون لأنه هو الذي فتح أريحاء بعد موت موسى لأن موسى مات في التيه، وقيل : هي بيت المقدس وعلى هذا فيكون القائل موسى.
والمعنى إذا خرجتم من التيه بعد مضي الأربعين سنة، ادخلوا بيت المقدس ) فكلوا منها حيث شئتم رغداً ( أي موسعاً عليكم ) وادخلوا الباب ( فمن قال : إن القرية أريحاء قال ادخلوا من أي باب كان من أبوابها وكان لها سبعة أبواب ومن قال إن القرية هي بيت المقدس قال هو باب حطة ) سجداً ( محنين خضعاً متواضعين كالراكع ولم يرد به نفس السجود ) وقولوا حطة ( أي حط عنا خطايانا أمروا بالاستغفار.
وقال ابن عباس قولوا لا إله إلا الله لأنها تحط الذنوب والخطايا على تقدير مسألتنا حطة ) نغفر لكم خطاياكم ( أي نسترها عليكم من الغفر وهو الستر لأن المغفرة تستر الذنوب ) وسنزيد المحسنين ( يعني ثواباً ) فبدل ( أي فغير ) الذين ظلموا قولاً غير الذي قيل لهم ( أي قالوا قولاً غير ما قيل لهم، وذلك أنهم بدلوا قول الحطة بالحنطة، وقالوا بلسانهم حطاناً سمقاثاً أي حنطة حمراء، وذلك استخفافاً منهم بأمر الله تعالى.
وقيل : طؤطئ لهم للباب ليخفضوا رؤوسهم فأبوا ذلك ودخلوا زحفاً على أستاههم فخالفوا في الفعل ما خالفوا في القول، وبدلوه
( ق ) عن أبي هريرة قال قال رسول الله ( ﷺ ) :( قبل لبني إسرائيل ادخلوا الباب سجداً وقولوا حطة فبدلوا فدخلوا يزحفون على أستاههم وقالوا حبة في شعره ) ) فأنزلنا على الذين ظلموا رجزاً من السماء ( يعني عذاباً من السماء، قيل : أرسل الله عليهم طاعوناً فهلك منهم في ساعة واحدة سبعون ألفاً ) بما كانوا يفسقون ( أي يعصون ويخرجون عن أمر الله تعالى.
قوله عز وجل :( وإذ استسقى موسى لقومه ( أي طلب السقيا لقومه، وذلك أنهم عطشوا في التيه فسألوا موسى أن يستسقي لهم ففعل فأوحى الله إليه كما قال مبيناً ) فقلنا اضرب بعصاك ( وكانت العصا من آس الجنة طولها عشرة أذرع على طول موسى عليه الصلاة والسلام ولها شعبتان تتقدان في الظلمة نوراً واسمها عليق، وقيل : نبعة حملها آدم معه من الجنة فتوارثها الأنبياء حتى وصلت إلى شعيب فأعطاها موسى ) الحجر ( قال وهب : لم يكن حجراً معيناً بل كان موسى يضرب أي حجر كان فيتفجر عيوناً


الصفحة التالية
Icon