صفحة رقم ٦٧
سموا بذلك لخروجهم من الدين قال عمر وابن عباس : هم قوم من أهل الكتاب قال عمر ذبائحهم ذبائح أهل الكتاب وقال ابن عباس : لا تحل ذبائحهم ولا مناكحتهم وقيل : هم قوم بين اليهود والمجوس لا تحل ذبائحهم ولا مناكحتهم وقيل : هم قوم بين اليهود والمجوس لا تحل ذبائحهم ولا مناكحتهم وقيل : هم بين اليهود والنصارى يحلقون أوساط رؤوسهم وقيل : هم قوم يقرون بالله ويقرؤون الزبور ويعبدون الملائكة ويصلون إلى الكعبة أخذوا من كل دين شيئاً، والأقرب أنهم قوم يعبدون الكواكب وذلك أنهم يعتقدون أن الله تعالى خلق هذا العالم وجعل الكواكب مدبرة له فيجب على البشر عبادتها وتعظيمها، وأنها هي التي تقرب إلى الله تعالى.
ولما ذكر هذه الوظائف قال ) من آمن بالله واليوم الآخر ( فإن قلت : كيف قال في أول الآية إن الذين آمنوا وقال في آخرها من آمن بالله فما فائدة التعميم أولاً ثم التخصيص آخراً قلت : اختلف العلماء في حكم الآية فلهم فيه طريقان أحدهما أنه أراد أن الذين آمنوا على التحقيق ثم اختلفوا فيهم فقيل هم الذين آمنوا في زمن الفطرة وهم طلاب الدين مثل حبيب النجار وقس بن ساعدة وورقة بن نوفل وبحيرا الراهب وأبي ذر الغفاري وسلمان الفارسي، فمنهم من أدرك النبي ( ﷺ ) وتابعه ومنهم من لم يدركه فكأنه تعالى قال : إن الذين آمنوا قبل مبعث النبي ( ﷺ ) والذين كانوا على الدين الباطل المبدل من اليهود والنصارى والصابئين من آمن منهم بالله واليوم الآخر وبمحمد ( ﷺ ) فلهم أجرهم عند ربهم، وقيل : هم المؤمنون من الأمم الماضية وقيل : هم المؤمنون من هذه الأمة والذين هادوا يعني الذين كانوا على دين موسى ولم يبدلوا والنصارى الذين كانوا على دين عيسى ولم يغيروا والصابئين يعني في زمن استقامة أمرهم من آمن منهم ومات وهو مؤمن لأن حقيقة الإيمان تكون بالوفاة.
وأما الطريقة الثانية فقالوا ؛ إن المذكورين بالإيمان في أول الآية إنما هو على طريق المجاز دون الحقيقة وهم الذين آمنوا بالأنبياء الماضين ولم يؤمنوا بك وقيل : هم المنافقون الذين آمنوا بألسنتهم ولم يؤمنوا بقلوبهم واليهود والنصارى والصابئون، فكأنه تعالى قال هؤلاء المطلوبون كل من آمن منهم بالإيمان الحقيقي صار مؤمناً عند الله، وقيل : إن المراد من قوله إن الذين آمنوا بمحمد ( ﷺ ) في الحقيقة حين الماضي، ثبتوا على ذلك المستقبل وهو المراد من قوله تعالى :( من آمن بالله واليوم الآخر