صفحة رقم ٧٢
) قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول ( أي ليست مذللة بالعمل ) تثير الأرض ( أي تقلبها للزراعة ) ولا تسقي الحرث ( أي ليست بسنانية والسانية هي التي تستسقي الماء من البئر لسقي الأرض ) مسلمة ( أي بريئة من العيوب ) لا شية فيها ( أي لا لون فيها غير لونها ) قالوا الآن جئت بالحق ( أي بالبيان التام الذي لا إشكال فيه فطلبوها فلم يجدوا بقرة بكمال وصفها، إلا بقرة ذلك الفتى فاشتروها منه بملء مسكها ذهباً ) فذبحوها وما كادوا يفعلون ( أي وما قاربوا أن يفعلوا ما أمروا به، قيل لغلاء ثمنها وقيل : لخوف الفضيحة وقيل : لعزة وجودها بهذه الأوصاف جميعاً.
البقرة :( ٧٢ - ٧٤ ) وإذ قتلتم نفسا...
" وإذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها والله مخرج ما كنتم تكتمون فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيي الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عما تعملون " ( قوله عز وجل :( وإذ قتلتم نفساً ( خوطبت الجماعة بذلك لوجود القتل فيهم ) فادارأتم فيها ( قال ابن عباس أي اختلفتم واختصمتم من الدرء وهو الدفع لأن المتخاصمين يدفع بعضهم بعضاً ) والله مخرج ما كنتم تكتمون ( أي مظهر ما كنتم من أمر القتيل لا محالة ولا يتركه مكتوباً ) فقلنا اضربوه ( يعني القتل ) ببعضها ( أي ببعض البقرة قال ابن عباس ضربوه بالعظم الذي يلي الغضروف، وهو اصل الأذن وقيل : ضربوه بلسانها وقيل : بعجب الذنب وقيل : بفخذها اليمين والأقرب أنهم كانوا مخيرين في ذلك البعض وإنهم إذا ضربوه بأي جزء منها أجزأ وحصل المقصود وإنه ليس في القرآن ما يدل على ذلك البعض ما هو.
وذلك يقتضي التخيير وفي الآية إضمار تقديره فضربوه فحيي وقام بإذن الله تعالى، وأوداجه تشخب دماً وقال قتلني فلان يعني ابن عمه ثم سقط ميتاً مكانه.
فحرم قاتله الميراث وفي الخبر ما ورث قاتل بعد صاحب البقرة ) كذلك ( أي كما أحيا الله عاميل صاحب البقرة ) يحيي الله الموتى ( يعني يوم القيامة ) ويريكم آياته لعلكم تعقلون ( أي