صفحة رقم ٧٤
قاتلكم أو قال صاحبكم قالوا : كيف نحلف ولم نشهد ولم نر ؟ قال : فتبرئكم يهود بأيمان خمسين نهم قالوا : كيف نأخذ بأيمان قوم كفار فعقله النبي ( ﷺ ) من عنده وفي رواية يقسم خمسون منكم على رجل منهم فيدفع برمته وذكر نحوه وزاد في رواية فكره رسول الله ( ﷺ ) أن يبطل دمه، فوداه بمائة من إبل الصدقة أخرجاه في الصحيحين، ووجه الدليل من هذا الحديث أن النبي ( ﷺ ) بدأ بأيمان المدعين ليقوى جانبهم باللوث لأن اليمين أبداً تكون لمن يقوى جانبه وعند عدم اللوث تكون من جانب المدعى عليه من حيث إن الأصل براءة ذمته، فكان القول قوله مع يمينه والله أعلم.
قوله عز وجل :( ثم قست قلوبكم ( أي يبست وجفت وقساوة القلب انتزاع الرحمة منه، وقيل معناه غلظت واسودت ) من بعد ذلك ( أي من بعد ظهور الدلالات التي جاء بها موسى، وقيل : هي إشارة إلى إحياء القتيل بعد ضربه ببعض البقرة ) فهي ( يعني القلوب في الغلظ والشدة ) كالحجارة ( أي كالشيء الصلب الذي لا تخلخل فيه ) أو ( قيل : أو بمعنى بل وقيل بمعنى الواو أي و ) أشد قسوة ( فإن قلت : لم شبه قلوبهم بالحجارة ولم يشبهها بالحديد وهو أشد من الحجارة وأصلب.
قلت : لأن الحديد قابل للين بالنار وقد لان لداود عليه الصلاة والسلام والحجارة ليست قابلة للين فلا تلين قط.
ثم فضل الحجارة على القلب القاسي فقال ) وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار ( قيل : أراد به جميع الحجارة وقيل أراد به الحجر الذي كان يضرب عليه موسى ليسقي الأسباط والتفجير التفتح بالسعة والكثرة ) وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء ( يعني العيون الصغار التي دون الأنهار ) وإن منها لما يهبط من خشية الله (


الصفحة التالية
Icon