صفحة رقم ١٢٠
يعني وسلكتم في فعلكم مثل ما سلكوا في اتباع الباطل والكذب على الله وتكذيب رسوله والاستهزاء بالمؤمنين ) أولئك حبطت أعمالهم ( يعني بطلت أعمالهم ) في الدنيا والآخرة ( يعني أن أعمالهم لا تنفعهم في الدنيا ولا في الآخرة بل يعاقبون عليها ) وأولئك هم الخاسرون ( والمعنى أنه كما بطلت أعمال الكفار الماضين وخسروا تبطل أعمالكم أيها المنافقون وتخسرون
( ق ).
عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله ( ﷺ ) ( لتتبعن سنن الذين من قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا حجر ضب لاتبعتموهم قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى قال فمن ) )
التوبة :( ٧٠ - ٧٢ ) ألم يأتهم نبأ...
" ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم قوم نوح وعاد وثمود وقوم إبراهيم وأصحاب مدين والمؤتفكات أتتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم " ( ) ألم يأتهم ( رجع من الخطاب إلى الغيبة يعني ألم يأت هؤلاء المنافقين والكفار وهو استفهام بمعنى التقرير أي قد تاهم ) نبأ ( يعني خبر ) الذين من قبلهم ( يعني الأمم الماضية الذين خلوا من قبلهم كيف أهلكناهم حين خالفوا أمرنا وعصوا رسلنا ثم ذكرهم فقال تعالى :( قوم نوح ( يعني أنهم أهلكوا بالطوفان ) وعاد ( أهلكوا بالريح العقيم ) وثمود ( أهلكوا بالرجفة ) وقوم إبراهيم ( أهلكوا بسلب النعمة وكان هلاك نمرود ببعوضة ) وأصحاب مدين ( وهم قوم شعيب أهلكوا بعذاب يوم الظلة ) والمؤتفكات ( يعني المنقلبات التي جعل الله عاليها سافلها وهي مدائن قوم لوط.
وإنما ذكر الله سبحانه وتعالى هذه الطوائف الستة، لأن آثارهم باقية وبلادهم بالشام والعراق واليمن وكل ذلك قريب من أرض العرب، فكانوا يمرون عليهم ويعرفون أخبارهم ) أتتهم رسلهم بالبينات ( يعني بالمعجزات الباهرات والحجج الواضحات الدالة على صدقهم فكذبوهم وخالفوا أمرنا كما فعلتم أيها المنافقون والكفار فاحذروا أن يصيبكم مثل ما أصابهم فتعجل لكم النقمة كما عجلت لهم ) فما كان الله ليظلمهم ( يعني بتعجيل العقوبة ) ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ( يعني أن الذي استحقوه من العقوبة بسبب ظلمهم أنفسهم.
قوله عز وجل :( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض ( لما وصف الله المنافقين بالأعمال الخبيثة والأحوال الفاسدة ثم ذكر بعده ما أعد لهم من أنواع الوعيد في الدنيا والآخرة عقبة بذكر أوصاف المؤمنين وأعمالهم الحسنة وما أعد لهم من أنواع الكرامات والخيرات في الدنيا والآخرة فقال تعالى :( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض ( يعني الموالاة في الدين واتفاق الكلمة والعون والنصرة.
فإن قلت : إنه سبحانه وتعالى قال في وصف المنافقين : بعضهم من بعض وقال في وصف المؤمنين : بعضهم أولياء بعض فما الفائدة في ذلك.
قلت : لما كان نفاق الأتباع وكفرهم إنما حصل بتقليد المتبوعين وهم الرؤساء والأكابر وحصل بمقتضى الطبيعة أيضاً قال فيهم بعضهم من بعض ولما كانت الموافقة الحاصلة بين المؤمنين بتسديد الله وتوفيقه وهدايته لا بمقتضى الطبيعة وهوى النفس وصفهم بأن بعضهم أولياء بعض فظهر الفرق بين الفريقين وظهرت الفائدة.
وقوله سبحانه وتعالى :( يأمرون بالمعروف ( يعني بالإيمان بالله ورسوله واتباع أمره والمعروف كل ما عرف