صفحة رقم ١٤٩
أسس على التقوى فقال عمر وزيد بن ثابت وأبو سعيد الخدري هو مسجد رسول الله ( ﷺ ) يعني مسجد المدينة ويدل علي ما روي عن أبي سعيد الخدري قال :( دخلت على رسول الله ( ﷺ ) في بيت بعض نسائه فقلت يا رسول الله أي المسجدين أسس على التقوى ؟ قال فأخذ كفاً من حصى فضرب به الأرض ثم قال : هو مسجدكم هذا مسجد المدينة ) أخرجه مسلم
( ق ).
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ( ﷺ ) :( بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ومنبري على حوضي )
( ق ) عن عبد الله بن زيد قال قال رسول الله ( ﷺ ) :( ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ) عن أم سلمة أن رسول الله ( ﷺ ) قال ( إن قوائم منبري هذا رواتب في الجنة ) أخرجه النسائي قوله رواتب يعني : ثوابت.
يقال : رتب بالمكان إذا قام فيه وثبت.
وفي رواية عن ابن عباس وعروة بن الزبير وسعيد بن جبير وقتادة أنه مسجد قباء ويدل عليه سياق الآية وهو قوله سبحانه وتعالى :( فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين ( ويدل على أنهم أهل قباء ما روي عن أبي هريرة ( قال : نزلت هذه الآية في أهل قباء فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين قال كانوا يستنجون بالماء فنزلت هذه الآية فيهم ) أخرجه أبو داود والترمذي وقال : حديث غريب.
هكذا ذكره صاحب جامع الأصول من رواية أبي داود والترمذي موقوفاً على أبي هريرة ورواه البغوي من طريق أبي داود مرفوعاً عن أبي هريرة عن النبي ( ﷺ ) قال :( نزلت هذه الآية في أهل قباء فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين ) قال :( كانوا يستنجون بالماء فنزلت فيهم هذه الآية ) ومما يدل على فضل مسجد قباء ما روي عن ابن عمر قال :( كان النبي ( ﷺ ) يزور قباء أو يأتي قباء راكباً وماشياً ) زاد في رواية فيصلي فيه ركعتين وفي رواية ( أن رسول الله ( ﷺ ) كان يأتي مسجد قباء كل سبت راكباً وماشياً وكان ابن عمر يفعله ) أخرج الرواية الأولى والزيادة البخاري ومسلم وأخرج الرواية الثانية البخاري عن سهل بن حنيف قال : قال رسول الله ( ﷺ ) ( من خرج حتى يأتي هذا المسجد مسجد قباء فيصلي فيه كان له كعدل عمرة ) أخرجه النسائي عن أسد بن ظهير أن النبي ( ﷺ ) قال ( الصلاة في مسجد قباء كعمرة ) أخرجه الترمذي.
وقوله سبحانه وتعالى :( فيه رجال يحبون أن يتطهروا ( يعني من الأحداث والجنابات وسائر النجاسات وهذا قول أكثر المفسرين.
قال عطاء : ولما كانوا يستنجون بالماء ولا ينامون بالليل على الجنابة وروى الطبري بسنده عن عويمر بن ساعدة وكان من أهل بدر، قال : قال رسول الله ( ﷺ ) لأهل قباء ( إني أسمع الله عز وجل قد أحسن عليكم الثناء في الطهور فما هذا الطهور ) قالوا : يا رسول الله ما نعمل شيئاً إلا أن جيراناً لنا من اليهود رأيناهم يغسلون أدبارهم من الغائط فغلسنا كما غسلوا.
وعن قتادة قال : ذكر لنا أن النبي ( ﷺ ) قال لأهل قباء ( إن الله سبحانه وتعالى قد أحسن عليكم بالثناء في الطهور فما تصنعون ؟ قالوا : إنا نغسل عنا أثر الغائط والبول ) وقال الإمام فخر الدين الرازي :