صفحة رقم ١٦٦
ولا كبيرة ولا يقطعون واديا إلا كتب لهم ليجزيهم الله أحسن ما كانوا يعملون " ( وقوله عز وجل :( ولا ينفقون ( يعني في سبيل الله ) نفقة صغيرة ولا كبيرة ( يعني تمرة فما دونها أو أكثر منها حتى علاقة سوط ) ولا يقطعون وادياً ( يعني ولا يجاوزون في مسيرهم وادياً مقبلين أو مدبرين فيه ) إلا كتب لهم ( يعني كتب الله لهم آثارهم وخطاهم ونفقاتهم ) ليجزيهم الله ( يعني يجازيهم ) أحسن ما كانوا يعملون ( قال الواحدي : معناه بأحسن ما كانوا يعملون.
وقال الإمام فخر الدين الرازي : فيه وجهان : الأول : أن الأحسن من صفة أفعالهم وفيها الواجب والمندوب والمباح فالله سبحانه وتعالى يجزيهم على الأحسن وهو الواجب والمندوب دون المباح.
والثاني : أن الأحسن صفة للجزاء أي يجزيهم جزاء هو أحسن من أعمالهم وأجل وأفضل وهو الثواب وفي الآية دليل على فضل الجهاد وأنه من أحسن أعمال العباد
( ق ) عن سهل بن سعد الساعدي أن رسول الله ( ﷺ ) قال :( رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها والروحة يروحها العبد في سبيل الله أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها ) وفي رواية ( وما فيها )
( ق ) عن أبي هريرة قال قال رسول الله ( ﷺ ) :( تضمن الله لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا جهاداً في سبيلي وإيماناً بي وتصديقاً برسلي فهو علي ضامن أن أدخله الجنة أو أرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه نائلاً ما نال من أجر أو غيمة والذي نفس محمد بيده ما من كلم يكلم في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة كهيئته يوم كلم لونه لون دم وريحه ريح مسك والذي نفسه محمد بيده لولا أن أشق على المسلمين ما قعدت خلاف سرية تغزو في سبيل الله أبداً ولكن لا أجد سعة فأحملهم ولا يجدون سعة ويشق عليهم أن يتخلفوا عني والذي نفس محمد بيده لوددت أن أغزو فأقتل في سبيل الله ثم أغزو فأقتل ثم أغزو فأقتل ) لفظ مسلم وللبخاري بمعناه
( ق ).
عن أبي سعيد الخدري قال :( أتى رجل رسول الله ( ﷺ ) فقال أي الناس أفضل قال مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله قال ثم من قال ثم رجل في شعب من الشعاب يعبد الله ) وفي رواية ( يتقي الله ويدع الناس من شره )
( خ ) عن أبي هريرة أن رسول الله ( ﷺ ) قال ( من احتبس فرساً في سبيل الله إيماناً بالله وتصديقاً بوعده فإن شبعه وريه وروثه وبوله في ميزانه يوم القيامة ) يعني حسنات
( خ ) عن ابن عباس أن رسول الله ( ﷺ ) قال ( ما أغبرت قدما عبد في سبيل الله فتمسه النار ) ( م ) عن أبي مسعود الأنصاري البدري قال :( جاء رجل بناقة مخطومة إلى رسول الله ( ﷺ ) فقال هذه في سبيل الله فقال رسول الله ( ﷺ ) لك بها يوم القيامة سبعمائة ناقة كلها مخطومة ) عن خريم بن فاتك قال قال رسول الله ( ﷺ ) :( من أنفق نفقة في سبيل الله كتب الله له سبعمائة ضعف ) أخرجه الترمذي والنسائي.
التوبة :( ١٢٢ ) وما كان المؤمنون...
" وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون " ( قوله سبحانه وتعالى :( وما كان المؤمنون لينفروا كافة ( الآية.
قال عكرمة : لما نزلت هذه الآية ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلوا عن رسول الله قال ناس من المنافقين.
هلك من تخلف فنزلت هذه الآية ومن كان المؤمنون لينفروا كافة.
وقال ابن عباس : أنها ليست في الجهاد ولكن لما دعا رسول الله ( ﷺ ) على مضر بالسنين أجدبت بلادهم فكانت القبيلة منهم تقبل بأسرها حتى يحلوا بالمدينة من الجهد ويقبلوا بالإسلام وهم كاذبون فضيقوا على أصحاب


الصفحة التالية
Icon