صفحة رقم ٢٤١
أراد بالرسل الملائكة واختلفوا في عددهم، فقال ابن عباس وعطاء : كانوا ثلاثة جبريل وميكائيل وإسرافيل، وقال الضحاك : كانوا تسعة وقال مقاتل كانوا اثني عشر ملكاً، وقال محمد بن كعب القرظي : كان جبريل ومعه سبعة أملاك وقال السدي : كانوا أحد عشر ملكاً على صور الغلمان الحسان الوجوه وقول ابن عباس : هو الأولى لأن أقل الجمع ثلاثة وقوله رسلنا جميع فيحمل على الأقل وما بعده غير مقطوع به بالبشرى يعني بالبشارة بإسحاق ويعقوب وقيل : بإهلاك قوم لوط ) قالوا سلاماً ( يعني أن الملائكة سلموا سلاماً ) قال ( يعني لهم إبراهيم ) سلام ( أي عليكم أو أمركم سلام ) فما لبث أن جاء بعجل حنيذ ( يعني : مشوياً والمحنوذ هو المشوي على الحجارة المحماة في حفرة من الأرض وهو من فعل أهل البادية وكان سميناً يسيل منه الودك قال قتادة : كان عامة مال إبراهيم عليه السلام البقر، وقيل : مكث إبراهيم عليه السلام خمس عشرة ليلة لم يأته ضيف فاغتم لذلك وكان يحب الضيف ولا يأكل إلا معه فلما جاءت الملائكة رأى أضيافاً لم ير مثلهم قط فعجل قراهم وجاءهم بعجل سمين مشوي ) فلما رأى أيديهم ( يعني أيدي الأضياف ) لا تصل إليه ( يعني إلى العجل المشوي ) نكرهم ( يعني أنكرهم وأنكر حالهم وإنما أنكر حالهم لامتناعهم من الطعام ) وأوجس منهم خيفة ( يعني ووقع في قلبه خوف منهم والوجوس هو رعب القلب وإنما خاف إبراهيم ( ﷺ ) منهم لأنه كان ينزل ناحية من الناس فخاف أن ينزلوا به مكروهاً لامتناعهم من طعامه ولم يعرف أنهم ملائكة وقيل إن إبراهيم عرف أنهم ملائكة لما قدمه إليهم لمعلمه أن الملائكة لا يأكلون ولا يشربون ولأنه خافهم ولو عرف أنهم ملائكة وإنما خاف أن يكونوا نزلوا بعذاب قومه فخاف من ذلك والأقرب أن إبراهيم عليه السلام لم يعرف أنهم ملائكة في أول الأمر ويدل على صحة هذا أنه عليه السلام قدم إليهم الطعام ولو عرف أنهم ملائكة لما خافهم فلما رأت الملائكة خوف إبراهيم عليه السلام ) قالوا لا تخلف ( يا إبراهيم ) إنا ( ملائكة الله ) أرسلنا إلى قوم لوط وامرأته ( يعني سارة زوجة إبراهيم وهي ابنة هاران بن ناحوراء وهي ابنة عم إبراهيم ) قائمة ( يعني من وراء الستر تسمع كلامهم، وقيل : كانت قائمة في خدمة الرسل وإبراهيم جالس معهم ) فضحكت ( أصل الضحك انبساط الوجه من سرور يحصل للنفس ولظهور الأسنان عنده سميت مقدمات الأسنان الضواحك ويستعمل في السرور المجرد وفي التعجب المجرد أيضاً وللعلماء في تفسير هذا الضحك قولان أحدهما أنه الضحك المعروف وعليه أكثر المفسرين ثم اختلفوا في سبب هذا الضحك فقال السدي لما قرب إبراهيم الطعام إلى أضيافه فلم يأكلوا خاف إبراهيم منهم ثم اختلفوا في سبب هذا الضحك فقال السدي لما قرب إبراهيم الطعام إلى أضيافه فلم يأكلوا خاف إبراهيم فقال ألا تأكلون فقالوا إنا لا نأكل طعاماً إلا بثمن قال فإن له ثمناً قالوا وما ثمنه قال تذكرون اسم الله على أوله وتحمدونه على آخره فنظر جبريل إلى ميكائيل وقال حق لهذا أن يتخذه ربه خليلاً فلما رأى إبراهيم وسارة أيديهم لا تصل إليه ضحكت سارة وقال يا عجباً لأضيافنا نخدمهم بأنفسنا تكرمة لهم وهم لا يأكلون