صفحة رقم ٢٤٣
بنت تسعين سنة في قول ابن إسحاق، وقال مجاهد : كانت بنت تسع وتسعين سنة ) وهذا بعلي ( يعني زوجي والبعل هو المستعلي على غيره ولما كان زوج المرأة مستعلياً عليها قائماً بأمرها سمي بعلاً لذلك ) شيخاً ( وكان سن إبراهيم يومئذ مائة وعشرين سنة في قول محمد بن إسحاق وقال مجاهد مائة سنة وكان بين الولادة والبشارة سنة ) إن هذا لشيء عجيب ( لم تنكر قدرة الله سبحانه وتعالى وإنما تعجبت من كون الشيخ الكبير والعجوز الكبير يولد لهما ) قالوا ( يعني قالت الملائكة لسارة ) أتعجبين من أمر الله ( معناه لا تعجبي من ذلك فإن الله سبحانه وتعالى قادر على كل شيء فإذا أراد شيئاً كان سريعاً ) رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت ( يعني : بيت إبراهيم عليه السلام وهذا على معنى الدعاء من الملائكة لهم بالخير والبركة فيه دليل على أن أزواج الرجل من أهل بيته ) إنه حميد ( يعني : هو المحمود الذي يحمد على أفعاله كلها وهو المستحق لأن يحمد في السراء والضراء والشدة والرخاء فهو محمود على كل حال ) مجيد ( ومعناه المنيع الذي لا يرام، وقال الخطابي : المجيد الواسع الكرم، وأصل المجد في كلامهم : السعة يقال رجل ماجد إذا كان سخياً كريماً واسع العطاء وقيل الماجد هو ذو الشرف والكرم.
هود :( ٧٤ - ٧٧ ) فلما ذهب عن...
" فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى يجادلنا في قوم لوط إن إبراهيم لحليم أواه منيب يا إبراهيم أعرض عن هذا إنه قد جاء أمر ربك وإنهم آتيهم عذاب غير مردود ولما جاءت رسلنا لوطا سيء بهم وضاق بهم ذرعا وقال هذا يوم عصيب " ( قوله سبحانه وتعالى :( فلما ذهب عن إبراهيم الروع ( يعني : الفزع والخوف الذي حصل له عند امتناع الملائكة من الأكل ) وجاءته البشرى ( يعني زال عنه الخوف بسبب البشرى التي جاءته وهي البشارة بالولد ) يجادلنا ( فيه إضمار تقديره أخذ يجادلنا أو جعل يجادلنا ويخاصمنا وقيل معناه يكلمنا ويسألنا ) في قوم لوط ( لأن العبد لا يقدر أن يخاصم ربه وقال جمهور المفسرين : معناه يجادل رسلنا في قوم لوط وكانت مجادلة إبراهيم مع الملائكة أن قال لهم أرأيتم لو كان في مدائن قوم لوط خمسون رجلاً من المؤمنين أتهلكونها قالوا لا قال فأربعون قالوا لا قال فثلاثون قالوا لا قال فما زال كذلك حتى بلغ خمسة قالوا لا قال أرأيتم لو كان فيها رجل واحد مسلم أتهلكونها قالوا لا قال إبراهيم فإن فيها لوطاً قالوا نحن أعلم بمن فيها لننجينه وأهله إلا أمرأته كانت من الغابرين وقيل إنما طلب إبراهيم تأخير العذاب عنهم لعلهم يؤمنون أو يرجعون عما هم فيه من الكفر والمعاصي، قال ابن جريج : كان في قرى قوم لوط أربعة آلاف مقاتل ) إن إبراهيم لحليم أوَّاه منيب ( تقدم تفسيره في سورة التوبة فعند ذلك قالت الملائكة لإبراهيم ) يا إبراهيم أعرض عن هذا ( يعني أعرض عن هذا المقال واترك هذا الجدال ) إنه قد جاء أمر ربك ( يعني : إن ربك قد حكم بعذابهم فهو نازل بهم وهو قوله سبحانه وتعالى :( وإنهم آتيهم عذاب غير مردود ( يعني أن العذاب الذي نزل بهم غير مصروف ولا مدفوع عنهم.
وقوله عز وجل :( ولما جاءت رسلنا لوطاً ( يعني : هؤلاء الملائكة الذين كانوا عند إبراهيم