صفحة رقم ٢٧٢
بن الوليد بن شروان وكان من العماليق، وقيل : إن هذا الملك لم يمت حتى آمن بيوسف واتبعه على دينه ثم مات ويوسف عليه الصلاة والسلام حي.
قال ابن عباس : لما دخلوا مصر لقي قطفير مالك بن ذعر فاشترى يوسف منه بعشرين ديناراً وزوج نعل وثوبين أبيضين، وقال وهب بن منبه : قدمت السيارة بيوسف مصر ودخلوا به السوق يعرضونه للبيع فترافع الناس في ثمنه حتى بلغ وزنه ذهباً ووزنه فضة ووزنه مسكاً وحريراً وكان وزنه أربعمائة رطل وكان عمره يومئذ ثلاث عشرة سنة أو سبع عشرة سنة فابتاعه قطفير بهذا الثمن فذلك قوله تعالى :( وقال الذي اشتراه من مصر ( يعني قطفير من أهل مصر ) لأمرأته ( وكان اسمها راعيل وقيل زليخا ) أكرمي مثواه ( يعني أكرمي منزله ومقامه عندك والمثوى موضع الإقامة وقيل أكرميه في المطعم والملبس والمقام ) عسى أن ينفعنا ( يعني إن أردنا بيعه بعناه بربح أو يكفينا بعض أمورنا ومصالحنا إذا قوي وبلغ ) أو نتخذه ولداً ( يعني نتبناه وكان حصوراً ليس له ولد، قال ابن مسعود : أفرس الناس ثلاثة العزيز في يوسف حيث قال لامرأته أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولداً وابنة شعيب في موسى حيث قالت لأبيها استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين وأبو بكر في عمر استخلفه بعده ) وكذلك مكَّنّا ليوسف في الأرض ( يعني كما مننا على يوسف بأن أنقذناه من القتل وأخرجناه من الجب كذلك مكناه في الأرض يعني أرض مصر فجعلناه على خزائنها ) ولنعلمه من تأويل الأحاديث ( أي مكنا له في الأرض لكي نعلمه من تأويل الأحاديث يعني عبارة الرؤيا وتفسيرها ) والله غالب على أمره ( قيل الكناية في أمره راجعة إلى الله تعالى ومعناه والله غالب على أمره يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد لا دافع لأمره ولا راد لقضائه ولا يغلبه شيء وقيل هي راجعة إلى يوسف ومعناه أن الله مستولٍ على أمر يوسف بالتدبير والإحاطة لا يكله إلى أحد سواه حتى يبلغ منتهى ما علمه فيه ) ولكن أكثر الناس لا يعلمون ( يعني ما هو صانع بيوسف وما يريد منه.
يوسف :( ٢٢ - ٢٣ ) ولما بلغ أشده...
" ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون " ( ) ولما بلغ أشده ( يعني منتهى شبابه وشدته وقوته، وقال مجاهد : ثلاثة وثلاثون سنة، وقال الضحاك : عشرون سنة وقال السدي : ثلاثون سنة، وقال الكلبي : الأشد ما بين ثمان عشرة إلى ثلاثين سنة وسئل مالك عن الأشد فقال : هو الحلم ) آتيناه حكماً وعلماً ( يعني آتينا يوسف بعد بلوغ الأشد نبوة وفقهاً في الدين وقيل حكماً يعني أصابة في القول وعلماً بتأويل الرؤيا وقيل الفرق بين الحكيم والعالم أن العالم هو الذي يعلم الأشياء بحقائقها والحكيم هو الذي يعمل بما يوجبه العلم وقيل الحكمة حبس النفس عن هواها وصونها عما لا ينبغي والعلم هو العلم النظري ) وكذلك ( يعني وكما أنعمنا على يوسف بهذه النعم كلها كذلك ) نجزي المحسنين ( قال ابن عباس : يعني المؤمنين وعنه أيضاً المهتدين، وقال الضحاك : يعني


الصفحة التالية
Icon